قامت الباحثة تسنيم ناصر الدين الشاعر، الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الخميس الموافق 9/5/2013 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان " دراسة ثلاث ترجمات لسورة يوسف من منظور براغماتي دلالي ". 

لقد شهد الإسلام نموا متسارعا عبر العالم ، وانتشر بين الأمم كافة بجميع أجناسها ولغاتها، ومن البدهي أن يكون القرآن الكريم من أهم متطلبات فهم هذا الدين، لذا رأى بعض أهل العلم والدين أنه لمن الضروري العمل على ترجمته والاهتمام به؛ كي لا يكون فهمه محصورا على العرب –أو من يتحدث العربية - فقط ؛ لأن الرسول عليه السلام بُعث للناس كافة، فكانت الترجمة إذن ضرورة ووسيلة مهمة لنشر هذا الدين؛ ليسهل على غير الناطقين بالعربية فهمه  كاملا، بجميع تعاليمه وأوامره ونواهيه، وحتى في بلاغته، ودلالاته، وروعة بيانه،  دون أي نقص، أو تغيير، أو تحريف.   

وكون القرآن الكريم نزل معجِزا للعرب في لغة العرب؛  وأن  اللغة العربية لغة تتسم ألفاظها بخصب المعاني وكثيرة الدلالات، فقد  أضفى هذا الأمر خللا على بعض الترجمات التي لم تأخذ من المعاني إلا وجها واحدا، ومن البيان والدلالات ما لم يعط المعنى  حقه كما هو في الواقع؛ لذا ظهرت الحاجة إلى دراسات تبين أوجه الخلل في بعض الترجمات ورصدها في القرآن الكريم، ومن هنا كان الهدف من هذه الدراسة،وذلك لتسليط الضوء على طرق ترجمة القران الكريم، والبحث في أفضلية ترجماتٍ ثلاث للقرآن (لمسلم، ومسيحي، ويهودي) وأقدرها على مواكبة معاني القرآن الكريم وروعة بلاغته .

أما منهج الدراسة فقد كان تحليليا مقارنا  بين الترجمات الثلاثة لسورة يوسف للقرآن الكريم ، وقد هدفت الدراسة إلى البحث عن مواطن الضعف فيها، ورصد المواقع التي لم ينجح المترجمون فيها بإيصال الفكرة كاملة من العربية للإنجليزية. ثم كان التحليل للترجمات  قائما على بيان نوع الخلل إن كان  دلاليا، أو أسلوبيا، أوبراغماتيا لآيات سورة يوسف. 

ويجب الإشارة هنا إلى أن الدراسة لا تهدف إلى الحكم على أي من الثلاث ترجمات على أنها صالحة لترجمة القرآن أو غير صالحة، بل إن الهدف هو إظهار النقاط التي تشكل عقبات لمترجمي القرآن مستقبلا؛ للأخذ فيها، وتجنب الوقوع في مثلها؛ لتظهر عظمة هذا القرآن ببيان أسلوبه، وإعجاز معانيه، وقوة دلالته، وجمالية تراكيبه ، ويتذوقها كل متصفح له غير ناطق بالعربية في أرجاء المعمورة .

وتكونت لجنة المناقشة من د. نبيل علوي مشرفاً ورئيسـاً، و د. محمد ثوابتة ممتحناً خارجياً  من جامعة القدس/أبو ديس، و د. رقية حرز الله ممتحنةً داخليةً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.

 


عدد القراءات: 72