قام الباحث مفيد احمد حمد شيخة، الطالب في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الاثنين الموافق 17/2/2014 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "الترجمة بمفهوم الديفرانس: العهد القديم/دراسة حالة".

هدفت هذه الدراسة الى استقراء امكانية الترجمة للسيمياء الدينية لنصوص العهد القديم في ظل التحول اللامتناهي للمكان والزمان. كما واظهرت الدراسة بالغ الاثر للعنصر المكاني في ولادة مقاصد متجددة للسيمياء النّصية وبينت الاثر الزماني في تجديد الرموز النّصية بتجدد القراءات. ومن اجل تحقيق هذه الغاية, تبنت الدراسة مفاهيم دريدا التفكيكية للقراءة النّصية والتي اشتملت على مفهوم الدفيرانس, ميتافزيقا الحضور, الاثر بشقيه الاستبقائي والتجديدي . بينت الدراسة الاسهام الكبير للنظرية التفكيكية في التعرف على حقيقة انعدام مركزية المعنى والتجدد المتواصل للاثر النصي بتجدد الوان الحضور والغياب. كما وافضت الدراسة الى ان النهج التفكيكي يسهم بشكل كبير في عملية الترجمة ليس فقط من المنطلق التحليلي للبناء النصي بل من خلال توظيف منظومة التفكيك في بناء مدرسة نقدية تُعنى باعمال الترجمة.

بينت الدراسة ان "الديفرانس" يتتبع كينونة المعاني اللامركزية التي اما ان تكون تجديدا يحاكي الاصل واما ان يكون ميتفيزيقيا ينحرف بالنص عن مساره ويُسلم العمل المترجم الى هيمنة الواقع الثقافي الذي يغلق " ملكوت السموات قدام الناس" (متّى 13:23) . وما النتاج المترجم الا عملية تتبع للاثار النصية بحضورا ميتافيزيقيا يتناول الفجوة المكانية الزمانية الناتجة عن التاجيل من معطيات السياقات الآنية التي قد وقد لاتنسجم مع توجهات الاصل. ولا يكتفي المنهج التفكيكي بتوضيح الفجوات النصية الناتجة عن التاجيل بل يمنح القراءات النصية المتجددة شرعية الانتماء الى الاصل طالما انسجمت اثارها الاستبقائية والتجديدية عند حدود التناغم مع الاصل لان دريدا يعتبر ان الترجمة الجيدة هي التي تنسجم ويمكن تبريرها.   

وتكونت لجنة المناقشة من د. نبيل علوي مشرفاً ورئيساً، و د. عمر النجار ممتحناً خارجياً من جامعة القدس-ابو ديس، و د. عبد الكريم دراغمة ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالب ومنحه درجة الماجستير بعد اجراء تعديلات.


عدد القراءات: 71