قامت الباحثة هديل حسين عطية عصيدة، الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "تحقيق مخطوط: قصص الانبياء المسمى عرائس المجالس/ تأليف احمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبي (ت427ه/1035م)".

تعرف المخطوطات بأنها مؤلفات العلماء ومصنفاتهم، التى مازالت مكتوبة باليد ، او غير محققه، والتحقق هو علم اخراج نصوص المخطوطة على الصورة التى ارادها صاحبها،من حيث اللفظ والمعنى، وتكمن اهمية المخطوطات في كونها تراثا يربط الماضي التليد بالحاضر، وهي تمثل ثروة كبيرة باعتبارها ذاكرة الامة ، وسجلها الناصع في جميع المجالات.

اما الثعلبي فهو  ابو اسحاق أحمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبي، النيسابوري من خراسان (ت427ه/1035م) من مفسري الربع الاول من القرن الخامس الهجري، يعرف بصاحب التصانيف ، وصف بـأنه اوحد زمانه في علم القران، وكان واعظا،حافظا،مؤرخا،بارعا في علم العربية ، موثوقا به،توفي ابو اسحاق الثعلبي في نيسابور في شهر محرم سنة (427ه/1035م).ومن ابرز مؤلفاتة:التفسير الكبير المعروف (بالكشف والبيان في تفسير القران)ويعرف كذلك بتفسير الثعلبي.وكذلك المخطوط الذي بين ايدينا المعروف (بقصص الانبياء المسمى عرائس المجالس)ويعرف كذلك( بعرائس التيجان)،ويعد من اهم الكتب التى تناولت تاريخ الانبياء والامم وقصصهم باسهاب ،وتبرز اهمية هذا الكتاب بسبب الاهمية الدينية والتاريخية للانبياء وقصصهم اذ ان تاريخ النبؤة حلقات متصلة لابد من اكتمالها ومن وضوح صورتها في الاذهان ولتتجلى الحكمة التى قصد اليها القران من اهتمامه بايراد هذه القصص ووضوح العبرة ،وضرب المثل.

تميزهذا الكتاب عمن سبقه من كتب الخلق وقصص الانبياء بما اثير حوله من الاتهامات، نظرا لاعتماده على الاسرائيليات في سرد روايات واحداث قصة الخلق وقصص الانبياء والرسل والامم والاقوام ، ولعل دخول علماء اهل الكتاب في الاسلام كان من الاسباب المباشرة في انتشار الاسرائليات ودسها في ثقافة المجتمع الاسلامي .

اتسم اسلوب ابو اسحاق الثعلبي بالطابع القصصي الديني،ولعل الكتابة في مثل هذه المواضيع(قصص الانبياء)تفرض على المؤلف انتهاج مثل هذا الاسلوب،بالاضافة الى اعتماده على الطريقة النقلية في جمع مادتة كتابة عمن سبقه من المؤرخين،فقد اعتمد بشكل كبير جدا على ابو جعفر الطبري (ت310ه/922م)في كتابيه"تاريخ الامم والملوك"و"جامع البيان في تأويل القران"،واخذ كذلك من كتاب "البدء والتاريخ"لابن طاهر المقدسي(ت355ه/965م).

مرت الباحثة بالعديد من الصعوبات والمشاكل كون الثعلبي من القرن الرابع الهجري وبداية الخامس،مما جعل الامر شاقا في مقابلة النص مع المصادر نظرا لمحدودية المصادر التى تحدثت عن قصص الخلق والرسل والامم.اما الصعوبة الثانية فهي مشكلة الطباعة فحجم المخطوط كبير جدا فالنسخة الام تتكون من 613صفحة وهذا النمط من الرسائل غير مألوف من حيث وجود هامشين .

قسمت الباحثة موضوع الاطروحة الى قسمين:القسم الاول يتعلق بالجوانب التي تتحدث عن المؤلف من حيث:اسمه،ولقبة،ومصنفاته،وعصره،وشيوخة وتلاميذة ووفاته،كما يتحدث هذا القسم كذلك عن المنهج الذي اعتمد عليه الثعلبي في تأليف كتابة من حيث طريقته في التأليف،واستخدام القران،والاحاديث النبوية، والاشعار والامثال، وذكر مصادر معلوماته، بالاضافة الى المساحة الزمنية والمكانية لمواضيع المخطوط،وكذلك الاسرائليات.

اما القسم الثاني:فهو نص المخطوط وقد وجد هذا المخطوط مفهرس فهو يتكون من مجالس وابواب وفصول ،وقد عالجت هذه المخطوطة الفترة الممتدة من بداية خلق السموات والارض، ومرورا على قصص الانبياء والرسل والامم والاقوام الى قصة اصحاب الفيل وما فيها من الفضل والشرف لسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.فيتكون هذا المخطوط من 31مجلس،و69باب و7 قصص و8 فصول. فمثلا مجلس في ذكر قصة ادم علية السلام ثم يذكر عدد من الابواب في ذكر كل ما يتصل بهذه القصة ،وهكذا،لذلك فضلنا أن نبقيها مفهرسة كما هي من دون اي تدخل.

اما نسخ هذا المخطوط فقد قسمت الى نوعين النوع الاول الذي اعتمدنا علية ويتكون من ثلاثة نسخ :

- النسخة"ا":اعتمدت هذه النسخة وجعلت منها النسخة الام ،وذلك لانها اقدم النسخ واكثرها دقة ووضوحا،تم طباعتها في مطبعة الحيدري الكائنة في المنبئ، تبلغ عدد اوراقها 613ورقة، كتبت بخط نسخي واضح ،وناسخها الحاج القاضي محمد بن ابراهيم بن القاضي نور محمد قلبندري.

- النسخة "ج":حفظت هذه النسخة في مكتبة جامعة الملك سعود، تبلغ عدد صفحاتها 188 ورقة، تحتوي كل ورقة على صفحتين، كتبت بخط الصديق بن ابراهيم عبد الفقارالدسوقي(ت1309ه/1891م).

- النسخة"د":طبعت هذه النسخة في مطبعة المشهد الحسيني في مصر،سنة(1367ه/1947م) ،تتكون من 445ورقة، خطها واضح.

اما النوع الثاني الذي لم نعتمد عليه ويتكون من نسخة واحدة وجدت هذه النسخة في مكتبة كلية الدعوى في القدس ،وقد حصلت على صورة طبق الاصل من مركز احياء التراث في القدس، عدد اوراقها 233ورقة ،كل ورقة تحتوي على صفحتين، لم نعتمد عليها وذلك لانها ناقصة بشكل كبير وخطها سيئ وغير واضح.

واخيرا وعرفانا مني بالفضل الكبير،وعظيم الامتنان الى الاستاذ الدكتور عدنان ملحم الذي اعطى وأجزل العطاء وسقى وروى طلابه ، علما وثقافة، وضحى بوقتة لانجاز هذا العمل. كما واتقدم بالشكر والجزيل الى اساتذتي في قسم التاريخ (وبخاصة الدكتور جمال جودة،والدكتور أمين ابو بكر ،والدكتور عامر القبج)، على ما بذلوه من جهود كبيرة في نصح طلبتهم واضاءة طريق المعرفة لهم ووضع اقدامهم على طريق البحث العلمي.

ولا يفوتني الا ان اتقدم بجزيل الشكر والتقدير لاعضاء لجنة المناقشة (الدكتور عدنان ملحم والدكتور جمال جودة والدكتور عامر نجيب ) الذي تجشم عناء السفر لمناقشة اطروحتي.

مرت الباحثة بالعديد من الصعوبات والمشاكل كون الثعلبي من القرن الرابع الهجري وبداية الخامس،مما جعل الامر شاقا في مقابلة النص مع المصادر نظرا لمحدودية المصادر التى تحدثت عن قصص الخلق والرسل والامم.اما الصعوبة الثانية فهي مشكلة الطباعة فحجم المخطوط كبير جدا فالنسخة الام تتكون من 613صفحة وهذا النمط من الرسائل غير مألوف من حيث وجود هامشين .

وتكونت لجنة المناقشة من د. عدنان ملحم مشرفاً ورئيساً، و د. عامر نجيب ممتحناً خارجياً من جامعة بير زيت، و أ.د. جمال جودة ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء تعديلات.


عدد القراءات: 251