قام الباحث سامر حسني فهمي المصري، الطالب في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الاحد الموافق 29/6/2014 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "اطار استراتيجي للمؤسسات الاهلية الخيرية الفلسطينية في محافظة نابلس كحالة دراسية".

ان المؤسسات الأهلية الخيرية الفلسطينية تعمل في بيئة ديناميكية غير واضحة المعالم فيما يتعلق بضمان استمرارية تقديم الخدمات و مواصلة التنمية وهنا تأتي أهمية الدراسة, اذ تهدف الدراسة إلى التعامل مع مصدر المعضلات فيما يتعلق بتشكيل إطار استراتيجي لاستدامة الخدمات في المؤسسات الأهلية غير الحكومية من أجل تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية في التنمية الحقيقية المرتبطة بالنضال الفلسطيني من أجل الاستقلال.

في الوقت الراهن توجد فجوة بين برامج معظم المؤسسات الأهلية الخيرية الفلسطينية وبين أولويات واحتياجات وطموح الشعب الفلسطيني . علاوة على ذلك فان بعض المؤسسات الأهلية الفلسطينية اصبحت  تعمل كمقاول من الباطن للجهات المانحة الدولية في تقديم الخدمات.

ولتحقيق أهداف هذه الدراسة ، استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي, حيث أجريت هذه الدراسة في محافظة نابلس  كحالة دراسية ، وقد قام الباحث بتصميم استبانة، وقد تم اختباره الاستبانة و تعميمها على الجمهور المستهدف من المؤسسات الأهلية الفلسطينية, وقد تضمنت الاستبانة إبراز قضايا التخطيط وصنع القرار وجوانب أخرى ذات صلة، هذا وقد قام الباحث ايضا بإجراء المقابلات مع نخبة من الاستشاريين وبعض المسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية من وزارتي الشؤون الاجتماعية والداخلية وبعض أعضاء الهيئات الادارية لمؤسسات أهلية بالإضافة الى المشاهدات الخاصة بالباحث وورش العمل ، وتحليل الوثائق ذات العلاقة.

لقد شكلت عينة الدراسة التي أجابت على الاستبانة حوالي 40 ٪ من المؤسسات الاهلية الناشطة والمسجلة تحت اطار سلطة وزارة الشؤون الاجتماعية . قام الباحث باختيار أربع عينات من الخطط الاستراتيجية لدراستها و تحليلها، منها ثلاثة خطط استراتيجية من ثلاث مؤسسات أهلية ، حيث تختلف هذه المؤسسات في نوعية خدماتها وإمكاناتها وحجمها بالإضافة لاختلاف سنوات التأسيس لكل منها، اما الخطة الاستراتيجية الرابعة فهي لمركز تطوير المؤسسات الأهلية في رام الله, والتي تهدف خطنها إلى توفير توجه استراتيجي للمؤسسات الأهلية في معالجة القضايا الرئيسية التي ستواجه الفلسطينيين في السنوات الخمس المقبلة.

اشارت نتائج الدراسة إلى حاجة المؤسسات الأهلية الحقيقية إلى نهج استراتيجي منظم للحفاظ على استدامة الخدمات فيها، لوحظ غياب بعض الأدوات الاستراتيجية والتوظيف غير الدقيق لعناصر التحليل الرباعي (القوة والضعف والفرص والتهديدات)  مع وجود برامج ومشاريع لا تعبر عن حاجات وأولويات الشعب الفلسطيني، هذا بالإضافة إلى غياب بعض اطراف اصحاب المصلحة في عملية التخطيط هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى فان الجهات المانحة قد قامت بفرض اولوياتها من خلال المساعدات ، وللأسف فان عملية الحصول على تمويل اصبح هاجسا للمؤسسات الأهلية وبدلا من ان تقوم هذه المؤسسات ببناء استراتيجيات دفاعية ، فأنها بدأت في بناء استراتيجيات تعتمد على التبعية لسياسات المانحين.

أوصت هذه الدراسة بأن تقوم المؤسسات الأهلية الفلسطينية بتبني نهج استراتيجي جديد يخدم الأهداف الوطنية للفلسطينيين وذلك من خلال اعطاء المزيد من الاهتمام للعناصر الاستراتيجية الداعمة التي يمكن أن تساهم في تعزيز التمكين لدى المؤسسات الأهلية الفلسطينية لتشكل دافعاً للمؤسسات في ان تكون أكثر فعالية وعلى درجة عالية من المشاركة في صنع القرار على المستوى الوطني.

وتكونت لجنة المناقشة من د. علام موسى مشرفاً ورئيساً، و د. سميح العبد ممتحناً خارجياً من صندوق الاستثمار الفلسطيني، و أ.د. سمير ابوعيشة ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالب ومنحه درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 71