قام الباحث عمر رشاد سليم ناصر، الطالب في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الخميس الموافق 21/5/2015 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "الهوية لدى حركة فتح واثرها على واقع ومستقبل الحركة الاشكالية والتحديات".

عالجت هذه الدراسة أزمة الهُوية لدى حركة فتح وأثرها على واقع ومستقبل الحركة
"1965–2013"، والتي تعد من التحديات الكبيرة التي تواجه الحركة بعد التغيرات الذاتية والموضوعية التي مرت بها خلال مسيرتها الطويلة.

تكمن إشكالية الدراسة في أزمة الهُوية التي تعاني منها حركة فتح والتي نتجت عن التحولات في عناصر الهُوية لدى الحركة عبر مسيرتها الطويلة، حيث برزت تلك الأزمة في محطات عديدة بدءاً بانشقاق أبو نضال وأبو موسى ومروراً بالانقسام والتباين في المواقف بين قيادات وكوادر الحركة من توقيع إتفاق إعلان المبادئ (أوسلو) وانتهاءاً بالأزمات التي واجهتها الحركة بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية وصولاً إلى انعقاد المؤتمر العام السادس للحركة، وأخذت أشكالاً متعددة تمثلت في أزمة القيادة والبنية الفكرية بالإضافة إلى أزمة البرنامج والخطاب السياسي وأزمة البناء التنظيمي.

ومن أجل ذلك طرحت الدراسة العديد من التساؤلات حول أسباب تلك الأزمة ومدى انعكاسها على واقع ومستقبل الحركة، وكيف يمكن لحركة فتح الخروج منها، وهل ساهم المؤتمر العام السادس في معالجة تلك الأزمة.

وبناءً على ذلك فرضت الدراسة أن حركة فتح تعاني أزمة هُوية أفقدتها جزءاً كبيراً من المد الجماهيري الواسع الذي تمتعت به لسنوات طويلة، وأن ضعف التجديد في الفكر والهُوية بالتزامن مع التجديد والتغيير في المواقف والبرامج السياسية أنتج العديد من الهُويات الفرعية وفسيفساء غير متجانسة داخل الهُوية الجامعة لأبناء الحركة، كما أن المؤتمر العام السادس لحركة فتح ساهم في علاج مظاهر أزمة الهُوية التي تعاني منها الحركة.

انتهج الباحث في هذه الدراسة المنهج التاريخي والمنهج الوصفي التحليلي من أجل الإلمام الشامل بموضوع الدراسة، حيث استخدم المنهج التاريخي لسرد نشأة وتاريخ حركة فتح وأهم المحطات التي مرت بها عبر أكثر من أربعة عقود منذ انطلاقتها، كما استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي لوصف التحولات الفكرية والسياسية التي مرت بها حركة فتح وأثرها على هُوية الحركة.

ناقشت الدراسة مسيرة الحركة والتحولات التي مرت بها وانعكاسها على هُوية الحركة لإثبات صحة ادعاء فرضياتها. من خلال أربعة فصول حيث بينت في الفصل الأول المصطلحات والمفاهيم الواردة في ثنايا الدراسة، وفي الفصل الثاني تم سرد ملخص لنشأة الحركة وتطورها، لتضع القارئ في السياق التاريخي لارهاصات انطلاقتها وأهم مبادئها وأهدافها.

أما في الفصل الثالث فتم مناقشة التحولات الفكرية والسياسية التي مرت بها حركة فتح خلال مسيرتها الطويلة من الكفاح المسلح كخيار استراتيجي ووحيد لتحرير فلسطين إلى خيار التسوية السياسية وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية، وانعكاس ذلك على مبادئ وأهداف الحركة، وفي الفصل الرابع تم مناقشة أثر التحولات الفكرية والسياسية على هُوية الحركة وبروز العديد من الأزمات سواء في القيادة أو البرنامج السياسي أو البناء التنظيمي ودور المؤتمر العام السادس في معالجة تلك الأزمات.

خرجت الدراسة بعدد من النتائج أبرزها وجود أزمة هُوية لدى حركة فتح نتجت عن التحولات في عناصر الهُوية لدى الحركة عبر مسيرتها الطويلة، خاصة بعد توقيع اتفاق أوسلو، ومسيرة المفاوضات المتعثرة في ظل عدم وجود أيديولوجيا لدى الحركة، كما أن المؤتمر العام السادس لحركة فتح لم يساهم في معالجة أزمة الهُوية التي تعاني منها الحركة، بل عالج بشكل ظاهري أزمة البناء التنظيمي من خلال إعادة تفعيل النظام الأساسي فيما يتعلق بالهياكل التنظيمية للحركة.

كما أوصت الدراسة بضرورة إعادة تعريف حركة فتح لذاتها وتجديد بنية ومكونات هُويتها، ومنطلقاتها الفكرية، كحركة وطنية ديمقراطية وبراغماتية تحترم قيم وإنتماء أبناء الشعب الفلسطيني بجذورها القومية والإسلامية والمسيحية، لتكون قادراة على السيطرة على سلوكيات أعضائها ومُوَجِهَ لهم بما ينسجم مع نظامها الأساسي، وإعادة صياغة البرنامج والخطاب السياسي للحركة على قاعدة الأهداف والثوابت التاريخية للحركة بما يتناسب مع المرحلة السياسية الجديدة.

وتكونت لجنة المناقشة من د. رائد نعيرات مشرفاً ورئيساً، و د. عماد البشتاوي ممتحناً خارجياً من جامعة الخليل، و د. حسن ايوب ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالب ومنحه درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 79