قام الباحث علي قاسم محمد منصور،  الطالب في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الثلاثاء الموافق 10/11/2015 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "انتخابات الهيئات المحلية الفلسطينية (2004-2005) و (2012) النتائج والدلالات/ دراسة مقارنة".

تمثلت مشكلة الدراسة في المقارنة بين الانتخابات المحلية الأولى عامي 2004-2005 والثانية عام 2012، في ظل تباين وجهات النظر على الساحة الفلسطينية تجاه انتخابات 2012 وأهدافها ودلالاتها، فمن جهة: يرى المؤيدون أن إجرائها وفق القواعد الانتخابية الصحيحة، فيه تجديد لشرعية مجالس الهيئات المحلية، ويساعد في تهيئة الأجواء لإنهاء الانقسام السياسي الفلسطيني، ومن جهة أخرى: يرى المعارضون أن إجرائها بعيداً عن التوافق السياسي إنما هو تكريس للانقسام، وبالتالي لن تكون نتائجها معبرة عن إرادة الناخبين وحرية اختيارهم، على عكس انتخابات 2004-2005 حيث توافق عليها أغلبية فرقاء العمل السياسي الفلسطيني، وعكست بدرجة عالية حرية اختيار الناخبين لممثليهم في مجالس الهيئات المحلية.

وسعت الدراسة لاختبار فرضية مفادها: أن إجراء انتخابات الهيئات المحلية الأولى 2004-2005 في ظل التوافق السياسي الفلسطيني، أدى لارتفاع نسبة المشاركة فيها ترشيحاً وتصويتا، مما انعكس إيجاباً على أداء وكفاءة مجالسها المنتخبة، وأن إجرائها عام 2012 في ظل الانقسام السياسي الفلسطيني وغياب التنافسية فيها، أدى لعزوف نسبة كبيرة من المواطنين عن المشاركة فيها ترشيحا وتصويتا، ما نتج عنه بروز ظاهرة الفوز بالتزكية، وبالنتيجة أضعف دور الهيئات المحلية، وانعكس سلباً على أدائها وكفاءتها.

استنتجت الدراسة أن توفر غطاء رسمي وشعبي وحزبي للانتخابات، يعتبر عاملاً مهماً لنجاح العملية الانتخابية، ويؤدي توفره لمشاركة شعبية وحزبية فاعلة في الانتخابات، في حين أن غياب هذا الغطاء يؤدي لحالةٍ من عدم الاكتراث في العملية الانتخابية، ينتج عنها عزوف جمهور الناخبين عن المشاركة فيها. وان مهنية وحيادية اللجنة المشرفة على الانتخابات وحده لا يكفي لتحقيق الهدف العام من الانتخابات وهو توسيع دائرة المشاركة في صنع القرار، وترسيخ ثقافة سياسية إيجابية في المجتمع.

وأظهرت الدراسة تراجعاً في دور الأحزاب على الساحة الفلسطينية من خلال ضعف قدرتها على حشد وتعبئة الجماهير لصالح المشاركة في الانتخابات. كما أظهرت الدراسة فروقاً ذات دلالة إحصائية بين آلية تشكيل مجالس الهيئات المحلية وبين قدرتها وكفاءتها ونزاهتها وجودة قراراتها، وكانت النتائج إيجابية لصالح مجالس الهيئات المحلية المنتخبة عام 2004-2005، وبينت أن مجالس الهيئات المحلية التي فازت قوائمها بالتزكية لا تختلف كثيراً من حيث أدائها وكفاءتها عن تلك التي تُعَيَّن من الحكومة المركزية.

وتكونت لجنة المناقشة من د. رائد نعيرات مشرفاً ورئيساً، و د. عمار دويك ممتحناً خارجياً من جامعة بير زيت، و د. مسعود اغبارية ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالب ومنحه درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


 


عدد القراءات: 80