قام الباحث عامر عبد الفتاح احمد عبد الغفار،  الطالب في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الخميس الموافق 19/11/2015 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "السياسة الخارجية الروسية تجاه ليبيا وسورية واثرها على التحولات والتنمية السياسية في البلدين منذ عام 2011-2014".

طرحت هذه الدراسة عدة أسئلة حول السياسة الخارجية الروسية تجاه ليبيا وسوريا، وعن اختلاف السياسة الروسية تجاه ليبيا عنها تجاه سوريا، وفي سبيل الإجابة عن هذه التساؤلات، قدمَّت الدراسة مجموعة من الفرضيات منها؛ أن توجهات السياسة الخارجية الروسية تجاه ليبيا وسوريا لا تختلف كثيراً عن التوجهات الروسية في العالم ككل، أي أنها علاقات تحكمها المصالح، وهناك لروسيا العديد من المصالح مع سوريا، وهذه المصالح هي أكثر بكثير من مصالحها مع ليبيا، لذلك فإن سوريا تعد أكبر أهمية من ليبيا بالنسبة لروسيا، وأن التباين بين السياسة الروسية تجاه ليبيا عنها تجاه سوريا يكمن في استفادة روسيا من التجربة مع الغرب في ليبيا التي، ولدَّت عدم اطمئنان روسي لنوايا الدول الغربية في اتخاذ قرارات دولية ذات أبعاد انسانية عبر الأمم المتحدة، لذلك، فهي تقف في وجه القرارات الأممية المماثلة في سوريا لعدم ثقتها بنوايا الدول الغربية، بالإضافة إلى افتراض الدراسة أن الدور الروسي في سوريا يساهم في إحداث تحولات سياسية ستنعكس على مجمل المنطقة العربية الإسلامية.

قُسمت هذه الدراسة إلى ستة أقسام بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة؛ أول قسم هو الإطار النظري، والثاني هو السياسة الخارجية الروسية والصعود الروسي في العالم، والقسم الثالث فهو السياسة الخارجية الروسية تجاه ليبيا، والقسم الرابع فهو السياسة الخارجية الروسية تجاه سوريا، والقسم الخامس هو مقارنة السياسة الخارجية الروسية بين كل من ليبيا وسوريا، أما القسم السادس والأخير فهو أثر السياسة الخارجية الروسية تجاه ليبيا وسوريا على التنمية السياسية في البلدين.

وفي الختام، خَلُصت هذه الدراسة إلى أن لروسيا علاقات طويلة مع كل من ليبيا وسوريا، وأن لديها العديد من المصالح مع البلدين، لكن، وإن كانت مصالحها مع ليبيا اقتصادية، فهي مع سوريا استراتيجية، حيث تشكل سوريا أهمية خاصة لدى روسيا بحكم أن سوريا هي الحليف الأبرز في المنطقة العربية والإسلامية لها، كما أن الدراسة خلُصت إلى أن روسيا أخذت العبرة من الموضوع الليبي وتسعى لعدم السماح لتكرار المشهد الليبي في سوريا، أي كبح التدخل الخارجي، بالإضافة إلى أن الدور الروسي في البلدين، أدى لتحولات على مستوى المنطقة العربية والإسلامية، كما أدى لتغيرات على الساحة الدولية، حيث ظهرت روسيا بمظهرها القوي المؤثر، الذي يقول للغرب أنه ليس وحده على الساحة الدولية، وأن لروسيا مصالحاً يجب أن تُحترم، بالإضافة إلى أن الدراسة خَلُصت، أيضاً، إلى أن عملية التنمية السياسية يجب أن تكون نابعة من داخل المجتمع وغير مفروضة عليه من الخارج، لذا فإن محاولات فرض الديمقراطية والتنمية السياسية على الدول العربية من الخارج، خاصة من الولايات المتحدة، أدى إلى نتائج عكسية، لذا، وخاصة في فترة التحولات التي تعيشها المنطقة، لا بد من أن تكون عملية التنمية السياسية نتاجاً للحوار الداخلي، وهذا ما دعمته روسيا منذ بداية الأزمات والتحولات العربية، مع أن السياسة الخارجية الروسية لا تولي اهتماماً لشكل الحكم والبنية السياسية الداخلية للدولة التي تقيم معها علاقات، أي أنه لطالما لم تؤثر السياسة الخارجية الروسية على عملية التنمية السياسية في ليبيا وسوريا، العملية التي تعاني من ضعفاً كبيراً بالأساس.

وتكونت لجنة المناقشة من أ.د. عبد الستار القاسم مشرفاً ورئيساً، و د. امنة بدران ممتحناً خارجياً من جامعة القدس-ابو ديس، و د. امجد ابو العز ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالب ومنحه درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


 


عدد القراءات: 92