قامت الباحثة وجدان زياد عبد الشكور شاهين، الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الاثنين الموافق 21/11/2016 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "ادارة مخاطر تعهيد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعوامل النجاح في الشركات الفلسطينية".

في الوقت الراهن أصبحت عملية التعهيد – وهي قيام الشركة بالاستعانة بشركة أخرى لأداء بعض الوظائف والعمليات, خاصة المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بدلاً من القيام بها داخل الشركة نفسها ضمن عقود تنظم العلاقة بين الطرفين, وهما: شركة المزود وشركة العميل - أكثر انتشاراً في الشركات والأعمال محلياً وعالمياً, خاصة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. على الرغم من الفوائد المرجوة من عملية التعهيد, إلا أن هناك العديد من المخاطر المحيطة بها سواء من جهة العميل أو من جهة المزود, حيث عدم إدارتها بالشكل الصحيح يؤثر على الطرفين وبالتالي يؤثر على نجاح العملية.

يعتبر قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أبرز القطاعات الناشئة في فلسطين, والذي يقوم بتزويد المنتجات والخدمات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات للعديد من الشركات والقطاعات الأخرى بالإضافة للشركات الخارجية والشركات متعددة الجنسيات. خلال السنوات العشر الماضية, شهدت شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الفلسطينية انتشاراً واسعاً للأنشطة المرتبطة بالتعهيد. لذلك فإن الدافع وراء هذه الدراسة هو تطوير نموذج لإدارة المخاطر المرتبطة بعملية التعهيد خلال دورة حياتها في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في فلسطين, كطرف مزود لخدمات التعهيد. يهدف النموذج الى مساعدة الشركات على تحسين قدرتها على إدارة وتخفيف المخاطر المتعلقة بعملية التعهيد, المساهمه في نجاح عملية التعهيد والمحافظة على العلاقة بين شركة المزود وشركة العميل, وبالتالي تحسين قدرة الشركات الفلسطينية على المنافسة ليكونوا من أهم الشركات المزودة للأنشطة والأعمال المرتبطة بعملية التعهيد.

قام الباحث بتوزيع الاستبيان على 164 شركة من شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الفلسطينية, واستخدم البرنامج الإحصائي SPSS لمعالجة البيانات التي تم جمعها. أظهرت نتائج الدراسة بأن أهم عوامل الخطر التي تؤثر على نجاح عملية التعهيد في الشركات الفلسطينية هي عدم الاستقرار المادي وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي المتمثل بالاحتلال الإسرائيلي, والعامل الرئيسي لنجاح عملية التعهيد هو التعاقد مع ذوي الخبرات في مجال التعهيد, أما توزيع المسؤوليات بشكل واضح حسب المؤهلات المناسبة تعتبر من أهم الوسائل لتخفيف أثر المخاطر المتعلقة بالتعهيد. أيضا أظهرت الدراسة بأن عملية إدارة المخاطر في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في فلسطين أثناء مراحل عملية التعهيد (مراحل قبل العقد, أثناء العقد, ومابعد العقد) جيدة نوعاً ما, ولكنها تحتاج الى المزيد من التحسين والتطوير. بالإضافة إلى ذلك, فقد توصل الباحث من خلال هذه الدراسة الى وجود علاقة قوية بين نجاح المؤسسة في بناء علاقة تعهيد استراتيجية مع الشركات الأخرى وبعض ممارسات إدارة مخاطر عملية التعهيد. وفي النهاية, قام الباحث بتطوير النموذج المقترح ليتم اعتماده في الشركات الفلسطينية المزودة لخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات, لمساعدة هذه الشركات على إدارة المخاطر المتعلقة بعملية التعهيد بشكل فعّال.

وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور رابح مرار مشرفاً ورئيساً، و الدكتور محمد هشام جبر ممتحناً خارجياً، و الدكتور محمد عثمان ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 98