قامت الباحثة رائدة مروان فايز فريتخ، الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الأربعاء الموافق 14/3/2018 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "الاستقرار الزّواجي وعلاقته بالتّسامح وأنماط الاتّصال استناداً لنموذج فِرجينيا ساتير لدى الأزواج في مُحافظات شَمال الضّفة الغربيّة". 
هدفت الدراسة التعرّف الى  مستويات الإستقرار والتسامح الزواجي بالإضافة الى كشف عن طبيعة أنماط الإتصال إستناداً الى نموذج فرجينيا ساتير والذي أشار الى أربعة أنماط إتصالية غير تكيفية هي؛ النمط المسترضي واللوام والعقلاني المتطرف والمشتت أو اللامبالي وذلك بين المتزوجين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية، كما سعت الدراسة الى الكشف عن العلاقات بين هذه المتغيرات الثلاثة، كما قامت الدراسة بفحص تأثيرات بعض المتغيرات الديمغرافية (النوع الإجتماعي والعمر ومدة الزواج بالسنوات والمحافظة وعدد الأبناء ومكان السكن والمستوى التعليمي) في أنماط الإتصال الزواجي والإستقرار الزواجي والتسامح الزواجي.
ولتحقيق أهداف الدراسة قامت الباحثة ببناء ثلاث أدوات هي مقياس التسامح الزواجي ومقياس الإستقرار الزواجي ومقياس أنماط الإتصال إستناداً الى نموذج فرجينيا ساتير، وتم التحقق من صدق وثبات هذه الأدوات وأشارت النتائج الى صلاحيتها للإستخدام، وتكوّن مجتمع الدراسة من جميع المتزوجين والمتزوجات في شمال الضفة الغربية، وتكونت عينة الدراسة من 200  من الأزواج (زوج وزوجة) إذ كانت وحدة المعاينة الزوجين من محافظات شمال الضفة الغربية في فلسطين وشملت نابلس وطولكرم وجنين وقلقيلية وطوباس وسلفيت, تم إختيار العينة بالطريقة المتيسرة, واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي الإرتباطي.
واستخدمت الباحثة برنامج الرزمة الإحصائية للعلوم الإجتماعية SPSS وتم استخدام المعالجات الإحصائية كالتكرارات والنسب المئوية والمتوسطات الحسابية والإنحرافات المعيارية واختبارات لعينة واحدة لفحص مستويات متغيرات الدراسة، واختباري القياسات المتكررة ولكس لامدا لفحص دلالة الفروق بين مجالات أداة أنماط الإتصال الزواجي واختبار سيداك للمقارنات الثنائية للبيانات المترابطة لمجالات أنماط الإتصال الزواجي، كما تم استخدام اختباري ويلكس لامدا وتحليل التباين المتعدد لعدة متغيرات تابعة (MANOVA) (أنماط الإتصال الزواجي والإستقرار الزواجي والتسامح الزواجي) لفحص أثر متغيرات الدراسة المستقلة (النوع الإجتماعي والمحافظة والعمر ومدة الزواج بالسنوات وعدد الأبناء والمستوى التعليمي ومكان السكن) مجتمعةً على المتغيرات التابعة (التسامح والإستقرار الزواجيين وأنماط الإتصال الزواجي بمجالاتها)، كما تم استخدام اختبار بيرسون لمعامل الإرتباط للكشف عن اتجاه وقوة  العلاقة بين مجالات أنماط الإتصال الزواجي والإستقرار والتسامح الزواجيين، بالإضافة الى استخدام اختبار تحليل الإنحدار الخطي المتعدد (Multiple Linear Regression) لفحص تأثير أنماط الإتصال الزواجي والتسامح الزواجي في الإستقرار الزواجي، للزوج من جهة، وللزوجة من جهة ثانية، وكليهما من جهة ثالثة وذلك بطريقة (Stepwise).
وخرجت الدراسة بعدة نتائج كان أهمها: 
-    كان مستويا الإستقرار والتسامح الزواجيين عند العينة ككل مرتفعاً.
-    جاءت تقديرات مستويات مجالات الإتصال الزواجي المسترضي واللوّام والمشتت أو اللامبالي لدى المتزوجين والمتزوجات في شمال الضفة الغربية منخفضة، أما مجال النمط الإتصالي الزواجي العقلاني المتطرف كان مرتفعاً.
-    كان هناك علاقة ارتباطية سالبة بين النمط الإتصالي اللوّام والإستقرار الزواجي           (ر = -0.74، α < 0.05)، وهذا يشير الى أنه كلما زاد اللجوء الى النمط الإتصالي اللوّام بين الزوجين أصبح الإستقرار الزواجي مهدداً، والعكس صحيح، وكان هناك علاقة ارتباطية سالبة بين النمط الإتصالي اللوّام والتسامح الزواجي (ر = -0.84، α < 0.05)، وهذا يشير الى أنه كلما زاد اللجوء الى النمط الإتصالي اللوّام بين الزوجين انخفض التسامح الزواجي، والعكس صحيح.
-    كان هناك علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائياً بين النمط الإتصالي المشتت أو اللامبالي والإستقرار الزواجي (ر = -0.79، α < 0.05)، وهذا يشير الى أنه كلما زاد اللجوء الى النمط الإتصالي المشتت أو اللامبالي بين الزوجين أصبح الإستقرار الزواجي مهدداً، والعكس صحيح، وكان هناك علاقة ارتباطية سالبة بين النمط الإتصالي المشتت أو اللامبالي والتسامح الزواجي (ر = -0.80، α < 0.05)، وهذا يشير الى أنه كلما زاد اللجوء الى النمط الإتصالي المشتت أو اللامبالي بين الزوجين انخفض التسامح الزواجي، والعكس صحيح.
-    كان هناك علاقة ارتباطية موجبة بين الإستقرار الزواجي والتسامح الزواجي               (ر = 0.88، α < 0.05)، ويشير ذلك إلى أنه كلما زاد الإستقرار الزواجي زاد التسامح الزواجي والعكس صحيح.
-    استطاع كل من التسامح الزواجي والنمط الإتصالي المشتت التنبؤ بالإستقرار الزواجي، إذ فسرا فسّر التسامح الزواجي ما نسبته 78% من التباين في الإستقرار الزواجي، أما النمط الإتصالي المشتت فقد فسّر ما نسبته 2% من التباين في الإستقرار الزواجي.
-    أشارت النتائج أن الزوجات يملن الى استخدام النمط الإتصالي المسترضي أكثر من الأزواج، وتبيّن أن الأزواج يميلون الى استخدام النمطين الإتصاليين اللوّام والعقلاني المتطرف أكثر من الزوجات.
-    أشارت النتائج الى أن متغير مدة الزواج بالسنوات يؤثر في نمط الإتصال الزواجي اللوّام عند مستوى الدلالة (α = 0.01)، بينما لم تؤثر مدة الزواج بالسنوات في باقي أنماط الإتصال الزواجي، إذ أن المتزوجين لمدة زمينة أقل من 10 سنوات يميلون الى استخدام النمط اللوام أكثر من الذين استمر زواجهم لأكثر من 10 سنوات.
-    أشارت النتائج أن متغير مدة الزواج بالسنوات يؤثر في الإستقرار الزواجي عند مستوى الدلالة  (α = 0.01)، فكلما زادت مدة الزواج عن 15 سنة كان أكثر استقراراً.
-    أشارت النتائج أن متغير مدة الزواج بالسنوات يؤثر في التسامح الزواجي عند مستوى الدلالة (α = 0.01)، فكلما زادت مدة الزواج عن 15 سنة كان التسامح الزواجي أكثر حضوراً.
-    أشارت النتائج أن متغير عدد الأبناء يؤثر في نمطي الإتصال الزواجي المسترضي واللوّام عند مستوى الدلالة (α = 0.01)، بينما لم يؤثر في باقي أنماط الإتصال الزواجي والإستقرار والتسامح الزواجيين، فالأسرة ذات الحجم الأصغر تميل الى استخدام النمط الإتصالي المسترضي أكثر من غيرها، والأسرة ذات الحجم الاكبر تميل الى استخدام النمط الإتصالي اللوّام أكثر من غيرها.
وفي ضوء نتائج الدراسة أوصت الباحثة بالتأكيد على أدوار المرشدين والمعالجين الأسريين في مجال خفض النمطين الإتصاليين اللوّام والمشتت والذين يحولان دون تمتع الأزواج بالتسامح والإستقرار الأمر الذي يحد من الطلاق الفعلي أو العاطفي أو التصدع والإنفصال، وحث الأزواج على إتباع النمط الإتصالي المسترضي عند التّواصل مع زوجاتهم, لاسيما أنه كلما زاد الإسترضاء زاد التّسامح والإستقرار الزواجيين.
وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور فاخر الخليلي مشرفاً ورئيساً، و الأستاذ الدكتور يوسف ذياب ممتحناً خارجياً من جامعة القدس المفتوحة، و الدكتور فايز محاميد ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.
 


عدد القراءات: 403