كلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية توصي بمنح درجة الماجستير في أصول الدين

نابلس:جامعة النجاح الوطنية

-26-/-10-/--2010--

أوصت كلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية بمنح درجة الماجستير في أصول الدين.

حيث اوصت الكلية بمنح الباحث جمال سعد أحمد إبراهيم درجة الماجستير في أصول الدين عن رسالته التي تقدم بها بعنوان ظاهرة التقليد والتبعية في القرآن الكريم.

وقد تناول الباحث مفهوم تقليد المسلم لغيره في أخلاقه وعاداته وأفكاره ودلالاته في القرآن الكريم، ظاهرة التقليد لغير المسلم دون بصيرة، ظاهرة حذّر منها اسلامنا العظيم، وعالجت هذه الرسالة واقع المسلمين اليوم الذي يعاني من انفصاماً في الشخصية الإسلامية، حيث نجد بعض المسلمين المنسلخين عن دينهم.

واشرف على رسالته:  د. عودة عبدالله - مشرفا رئيسا، د. اسماعيل نواهضة- ممتحنا خارجيا  من جامعة القدس ، و د. محسن الخالدي- ممتحنا داخليا من جامعة النجاح الوطنية.

الملخص:

    المحاكاة والاتباع والاقتداء والاهتداء والإلزام والسبق والتناوب كلها ألفاظ تحوم حول التقليد، وتدور في فلكه، ولعل ألصقها به المحاكاة والاتباع، وهو مادة هذه الدراسة ومحورها الرئيس.

    ولأن الكون لا يسير عبثاً، والأشياء لا تولد مجازفة، والسلوكات لا تنبعث من فراغ، فلكل حادث محدِث، ولكل نتيجة سبب يفضي إليها.

    لأن الأمر كذلك، ما كان للتقليد أن يشيع في الأزمنة كلها، وما كان له أن يتربع على عروش الأفئدة، ويحتل سويداءها، لولا عوامل أفرزته وأسباب غذته، يقف على رأسها الجهل بحقيقة الألوهية ورسالة الأنبياء. ثم ينازع الجهلَ في القبح اتباعُ الهوى؛ اتباعُه في شبهات تتعلق بالعقائد وأخرى بالتشريع، واتباعه فيما تشتهيه النفس وما يزينه لها الشيطان والسلطان. وليس أقل من الجهل واتباع الهوى قبحا الخوف والاستضعاف؛ فمن خاف أحداً رآه إماماً وعدّه أنموذجاً وصفق راضياً مرضياً، ومن فقد القدرة على المواجهة والتحدي مال إلى الطاعة والانقياد. وأخيراً، إذا أحببت قلدت من تحب حياً كان أو ميتاً، وهكذا فُعل مع الأنبياء والصالحين.

    ويقع التقليد والتبعية في مجالات عدة، أبرزها العقيدة؛ فتكررت سيمفونية الرغبة في إرسال الملائكة دون البشر، وأحاديث الاستهزاء بالرسل وطردهم والتنكيل بهم، وما رافق ذلك من إنكار للبعث، ونسبة الخطأ والمعصية دوما إلى القدر. كما يكون التقليد في الأحكام الشرعية؛ شعائر وشرائع، ثم يبلغ التقليد مبلغه في الأخلاق؛ أخلاق أهل الكتاب والمنافقين والمشركين من قبل، وهذا مما ساد وانتشر فغدا من سمات العصر.

    وللتقليد والتبعية آثار تنعكس سلباً على الأمة والأفراد، لعل ما يدمي القلب منها فنستشعره في الحياة قبل الممات الانقسام والتشرذم، وفقدان النصير، وانتشار الفساد بأوجهه القبيحة المتعددة، وموالاة الكافرين وما ينجم عن ذلك من إفساد للعقول ومسخ للثقافة وربما ارتداد وكفر بعد الإيمان، ثم بعد الموت تكون الحسرة، ويعم الخصام، ويشتعل فتيل اللوم والعتاب، وما يصاحب ذلك كله من استقبال مهين بين الأتباع والمتبوعين.

    وما دام للتقليد هذا الوجه البشع وما دامت له هذه التبعيات الخطيرة والآثار المؤلمة فلا بد من مواجهته والحد منه، وذلك بالنظر للأمم السابقة، وما حلّ بها من عقاب لنربأ بأنفسنا عما دنسوا أنفسهم به، ولا يستقيم الأمر على هذا النحو، ولا يجدي الكلام نفعا دون قدوة حسنة يقتدى بها ويسار على نهجها.

    وقد خلصت الدراسة إلى أن القرآن الكريم أَوْلى مسألة التقليد والتبعية عناية كبيرة، لما لها من آثار جسيمة في الدنيا والآخرة. وخلصت كذلك إلى أن أخطر الأمراض التي تتهدد المجتمعات هو الجهل، فبسببه تضعف الشخصية فتقلد الآخرين وتسير في ركبهم.

وفي نهاية المناقشة قررت اللجنة المشرفة نجاح الباحث وأوصت بمنحه درجة الماجستير في تخصصه.

 


عدد القراءات: 65