ناقش الطالب علي محمود طاهر أبو عبيد  يوم الاثنين الموافق4 /12 /2011 اطروحة الماجستير في تخصص اللغة العربية و آدابها بعنوان " نحو النص في أسريات أبي فراس الحمداني ".

 تناولت هذه الأطروحة موضوعاً رئيساً من مواضيع قراءة النص العربي، ومنهاجاً من مناهج النقد الحديثة، التي تعنى بدراسة النص اللغوي ضمن رؤية نقدية جديدة، وهو منهج (نحو النص)، وتطبيقه- قدر المستطاع- على أسريات أبي فراس الحمداني،كونها نصوص شعرية لها حضورها في ذاكرة الأدب العربي، وكان ذلك من خلال تناول نماذج منها.
وهذه الدراسة التي قام بها الباحث وفق المنهج الاستقرائي الوصفي التحليلي، هي محاولة لتطبيق جانب من الفروض والإجراءات، التي تشكل ملامح (نحو النص) على النص الشعري العربي. وبناءً على حداثة الموضوع، لا يكون خافياً ما يحف بتلك المحاولة من صعوبات يعزى بعضها إلى مفارقة المألوف والمتوقع في معالجة النصوص، ويعزى بعضها الآخر إلى تطويع النص العربي نفسه لما هو إنجاز لساني معاصر.
ويبقى ما هو أصعب من هذا وذاك، هو تجسير الهوة بين هذا النمط الوافد من التحليل والموروث النحوي الراسخ في الأذهان. وقد جاءت هذه الدراسة في ثلاثة فصول إضافة إلى تمهيد ومقدمة وخاتمة.
فقد اشتمل التمهيد على دراسة عامة لمفهوم الجملة و مفهوم النص في الدراسات العربية والغربية، ثم دراسة مقارنة بينهما، والخروج بنتيجة ارتآها الباحث.
أما الفصل الأول فقد اشتمل على أربعة مباحث، ناقش الأول مفهوم نحو الجملة، وتناول الثاني مفهوم نحو النص، ثم كشف المبحث الثالث النقاب عن تعالق بين النحوين، ووضح الرابع نقاط الاتفاق والافتراق بينهما.
واشتمل الفصل الثاني، الذي جاء بعنوان التماسك النصي، على توطئة توضح مفهوم التماسك،وثلاثة مباحث؛ تناول الأول تعريف التماسك واتجاهاته،وبيَّنَ الثاني أشكال التماسك: الواضح والضمني. وتناول المبحث الثالث وسائل التماسك النصي، التي تمثل المعايير النصية السبعة، شرحاً وتفصيلاً.
وأما الفصل الثالث، الذي هو الجانب العملي التطبيقي لمنهج (نحو النص) في البحث، والذي حظي بنصيب الأسد من الدراسة، فقد حمل عنوان(ظواهر نصية في أسريات أبي فراس الحمداني)، واشتمل على ثلاثة مباحث وسبعة مطالب؛ تناول المبحث الأول: حياة أبي فراس الحمداني من جميع جوانبها: الاجتماعية، والدينية، والفكرية،.... ؛ للتعرف عن كثب على مبدع النص، والغوص في أعماق شخصيته لتحليلها. وتناولت في الثاني: تعريف الأسريات وأهميتها، كونها النص الذي تجرى عليه الدراسة، وذلك من متطلبات نحو النص الضرورية. وضمَّ المبحث الثالث تطبيقا ًللمعايير النصية السبعة على نماذج من الأسريات، ثم خروج الباحث بنتيجة تبلورت في(أن الأسريات نص شعري متماسك قلباً وقالبا، حملت في طياتها رسالة إنسانية مفادها: رفض الأسر والمطالبة بالحرية، بالرغم من تعدد موضوعاتها، واختلاف قوافيها وأوزانها،ومع كل ما فيها من قسوة أحياناً، ولين أحياناً أخرى، إلا أنها راعت -إلى أبعد الحدود- مقام المتلقي، وهذا أمر يهتم به نحو النص ويعالجه أثناء التحليل).

وتكونت لجنة المناقشة من: د. سعيد شواهنة مشرفاً ورئيساً، د. هاني البطاط ممتحناً خارجياً من جامعة الخليل، د. عبد الخاق عيسى ممتحناً داخلياً.    

وفي ختام المناقشة اوصت اللجنة بنجاح الطالب ومنحه درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.