قام الباحث محمد فارس بشير جرادات، الطالب في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الاحد الموافق 7/10/2012 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان " المستضعفون في صدر الاسلام ا للبعثة - 40 للهجرة ".

ظهر الاستضعاف عبر محطات التاريخ كلها، وقد انصب قبل الإسلام، على عدة فئات اجتماعية في الشرق والغرب، حملت مسميات: العبيد، والموالي، والهجناء، ورقيق الأرض، والفلاحين، والمنبوذين، والفقراء، والعامة، وغيرهم.

وتعرض مفهوم الاستضعاف لتطور دلالي، حتى غدا مصطلحاً إسلامياً، وقد ارتبط بقَوْم لا عَشَائِرَ لَهُمْ بِمَكَّةَ وَلَيْسَتْ لَهُمْ مَنَعَةٌ وَلا قُوَّةٌ، ثم أطلق بعد الهجرة إلى المدينة على من تم منعه من الهجرة، ثم أطلقته بعض الروايات على آل البيت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى كل فئة ترزح تحت نير القهر أو الحرمان أو الذل بسبب الضعف أو الفقر، وكان قديماً أطلق على ما تعرض له بني إسرائيل من قتل وسبي.

 وظهر الإسلام في مكة، في ظل نظام عشائري، طبقي، يتكون من سادة وأشراف وبيوتات، ودونهم عبيد وإماء وموالي، فاعتنق الإسلام، كثير من هؤلاء العبيد والموالي والإماء، وغيرهم من أحداث الرجال، لشعورهم بالمكتسبات الروحية والاجتماعية والاقتصادية التي يحققها لهم، لكن قريش وخاصة رجال أعمالها وكبار تجارها رفضت الإسلام، وواجهوه بوسائل شتى، وأخذوا يعذبون كل مَن أسلم من عبيدهم ومواليهم، حتى أن أبا جهل قتل سمية وياسر، والديّ عمار.

هاجر المسلمون إلى المدينة، وقام الكيان الإسلامي، حيث أصبح المستضعفون فيه جنوداً للدعوة، وصار لهم مكانة، لكن النظرة الاجتماعية لكونهم عبيد سابقين، أو موالي غير أصيلي النسب، ظلت موجودة، وإن بتفاوت، وهو ما كان يلقي بظلاله على موقف الدولة منهم، وكان ذلك يبدو بوضوح أكثر مع الموالي الجدد، خاصة مع استمرار عمليات السبي، وعدم إلغاء الرق والعبودية، وإن عملت على احتوائه، عبر تخفيف مساوئه، وفتح أبواباً كثيرة للعتق.

تعرض آل البيت النبوي لاستضعاف سياسيّ قرشيّ، بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلم، عندما تم تجاهلهم في قضية الخلافة، وفي تولي مسؤوليات الدولة وقيادة الفتوح، لكنّ مكانتهم الاجتماعية والروحية والاستشارية لم تُمس في معظم العهد الراشدي، وعندما استلم عليّ الخلافة، ثارت قريش عليه، فاندلعت الفتنة الكبرى، فظل آل البيت تحت الاستضعاف.

وتعرض الأنصار أيضاً لاستضعاف سياسي، بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، عبر تحييدهم عن الخلافة في سقيفة بني ساعدة، ولم يتم استعمالهم في قيادة الفتوح، ولا كعمال للدولة إلا ما قلّ، لكن مكانة الأنصار المعنوية والاجتماعية والاقتصادية ظلت ماثلة طوال العهد الراشدي، حتى انتهت بمقتل عليّ، والذي كان قد أعطاهم مكانة بارزة على كل المستويات، بما فيها الإدارية والسياسية والعسكرية.

وتكونت لجنة المناقشة من أ. د. جمال جودة / مشرفاً ورئيسـاً، و د. نظمي الجعبة/ ممتحناً خارجيـــــاً من جامعة بير زيت، و د. عدنان ملحم/ ممتحناً داخليــــــاً ، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالب ومنحه درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.

 


عدد القراءات: 86