قامت الباحثة ميساء تحسين مصطفى قط، الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الخميس الموافق 16/5/2013 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان " صورة اليهود في شعر العصر المملوكي الأول (648هـ-784هـ)".

يتناول هذا البحث دراسة " صورة اليهود في شعر العصر المملوكي الأول (648هـ- 784هـ)"، إذ تُعدّ هذه الدراسة العلمية الشاملة الأولى، التي كشفت النقاب عن حياة اليهود، و عن صفاتهم، عند  شعراء العصر المملوكي الأول، فقد كثرت المؤلفات والمصادر التاريخية التي فصّلت الحديث عن حياتهم، ولكنّ صورتهم في الشعر لم تُعط حقّها من الدراسة.

لذلك جاءت هذه الدراسة لتحقق أهدافها وهي: توضيح الصورة التي قدّمها الشعر لحياة اليهود الدينية، وبيان الملامح الاجتماعية لحياتهم وعلاقاتهم مع المسلمين، والكشف عن أخلاقهم وصفاتهم التي أظهرها الشعر لهم، وبيان الخصائص الفنية التي امتاز بها الشعر الذي تحدّث عن اليهود.

وقد اعتمدت الدراسة المنهج التكاملي، حيث اتكأت على التاريخ في الفصل الأول من الدراسة، ومن ثمّ استقرأت، ووصفت، وحلّلت في الفصول الأخرى.

ومهّدت الدراسة بالحديث عن حضور اليهود في الشعر السابق للعصر المملوكي، ومن ثمّ فصّلت الحديث في الفصل الأول عن ملامح حياتهم السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية. أمّا في الفصل الثاني، فقد أشارت إلى ملامح حياتهم الدينية والاجتماعية في الشعر،من حيث الوقوف على معتقداتهم، وموقفهم من الأنبياء، وكنسهم، وعلاقاتهم الاجتماعية.

وفي الفصل الثالث أشارت إلى أخلاقهم وصفاتهم السلبية التي عُرفوا بها،حيث لم تبرز لهم أي صفة إيجابية. وفي الفصل الرابع درست الشعر دراسة فنية، ووقفت على بنية القصيدة، واللغة والأسلوب،والمحسّنات البديعية، والصورة الفنية.

وقد خلصت من ذلك بنتائج مهمة، حيث ظهرت لليهود صفات إيجابية في العصور السابقة للعصر المملوكي، في حين لم تظهر لهم أيّ صفة إيجابية في شعر العصر المملوكي، ولم ترد لهم أي أشعار في هذا العصر، مع العلم أنّ اليهود عاشوا حياة مستقرة في العصر المملوكي، وعملوا في وظائف عديدة.

وكانت قصائد المديح النبوي من أكثر القصائد التي تطرقت للحديث عن أخلاق اليهود وصفاتهم، وكشفت زيف توراتهم، وحمق ادعاءاتهم. أمّا الدراسة الفنية، فقد كشفت عن شعر رصين متين، أجاد فيه الشعراء مطالعهم، ومقدّماتهم، وأحسنوا التخلص والخواتيم فيها،ونوّعوا في أساليبهم، واستخدموا المحسّنات البديعية دون تكلف، وقد جاءت الصورة الفنية متعددة الوسائل، كالتشبيه، والاستعارة، والكناية، وقد استمدوها من مصادر متعددة كالطبيعة النباتية، والحيوانية، والصناعية، ومن القرآن الكريم، ومن التاريخ وقصصه، أمّا خصائص هذه الصورة، فقد ظهرت الصورة البصرية، والسمعية، والشمية، والذوقية، وامتازت صورهم باللون، والصوت، والحركة.



وتكونت لجنة المناقشة من د. رائد عبد الرحيم مشرفاً ورئيساً، و أ.د. مشهور حبازي ممتحناً خارجياً من جامعة القدس-أبو ديس، و أ.د. عادل الأسطة ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 77