قام الباحث وضاح مصطفى حسن الأسمر، الطالب في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الخميس الموافق 9/5/2013 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان " أثر الحراك العربي على الدور الوظيفي لدولة إسرائيل".

شكل الحراك العربي بمفاجأته الجميع بما فيها الدول الغربية، وسرعة امتداده إلى معظم الدول العربية، والمشاركة الواسعة من جميع أطياف الشعوب العربية، والاهتمام العالمي غير المسبوق بالقضايا العربية، الدافع لدى الباحث لدراسته، واستقراء الخلفيات والأسباب المباشرة وغير المباشرة المسببة له في هذا التوقيت، والقوى المؤثرة فيه، وأهم التحديات والإنجازات، وتحليل أثر التغيرات على وإسرائيل ودورها الوظيفي في مصلحة الامبريالية الغربية في تفتيت الأمة العربية ونهب مقدراتها. بهدف توفير دراسة بحثية أمام الإنسان العربي عن طبيعة الحراك الشعبي العربي، وأثره على مستقبل النظام العربي الذي شكل دورا أساسيا في تجزئة الشعوب العربية، ورهن دورها الإيجابي والإنساني لصالح القوى الغربية، وربط هذا الأثر بالدور الوظيفي لدولة إسرائيل في المنطقة العربية كأحد العوامل الأساسية والرئيسية في دعم الأنظمة الاستبدادية في الوطن العربي، والإضاءة على العلاقة بينهما.

اعتمد الباحث في دراسته البحثية هذه على المنهج الوصفي التحليلي لأنه المناسب لوصف وتحليل الأحداث، ,للإجابة عن أسئلة البحث، وصولا إلى مناقشة فرضية البحث، وهي إن الحراك العربي سيؤدي إلى غياب الدور الوظيفي للنظام العربي لصالح دور عربي وطني، مما سيؤدي إلى تقليص أهمية الدور الوظيفي لدولة إسرائيل بالنسبة للدول الغربية.

أهم النتائج التي استخلصها الباحث هي:

1- إسرائيل دولة وظيفية في المنطقة العربية من خلال دور القوى الغربية الاستعمارية البريطانية والفرنسية والألمانية والأمريكية في إيجادها، وحجم المساعدات التي تلقتها في المجالات المختلفة سياسيا وأمنيا وعسكريا واقتصاديا، وقيامها بالمحافظة على المصالح الاستعمارية الغربية في المنطقة العربية والإسلامية.

2- تبعية النظام العربي للدول الغربية الاستعمارية، من خلال موقف النظام العربي من القضية الفلسطينية والمقاومة العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ودور النظام العربي في إعاقة الوحدة العربية، ونشر الفساد السياسي والمالي والاجتماعي والإداري.

3- هناك تماثل في الأدوار بين الأنظمة العربية قبل الربيع العربي وإسرائيل في خدمة الأهداف الاستعمارية.

4- الأحداث التي جرت ولا زالت تجري في البلدان العربية هي ربيع عربي على غرار ما حدث في أوروبا في أواخر القرن السابق، لتشابهها في إسقاط الأنظمة الاستبدادية، وهي ثورة عربية على غرار الثورة الفرنسية والثورة البلشفية.

6- إسقاط الأنظمة الاستبدادية، والتغيير الايجابي لدى الشعوب، وموقف بلدان الربيع العربي من القضية الفلسطينية، والتحول الديمقراطي في بلدان الربيع العربي، وصعود الإسلاميين للحكم في هذه الدول، وتراجع مكانة الولايات المتحدة في المنطقة على إثر الربيع العربي كلهاعوامل تؤسس لقيام دول عربية وطنية.

نتيجة الفرضية: إن مجموعة التغيرات التي أحدثتها الثورات في بلدان الربيع العربي من خلال إسقاط الأنظمة الاستبدادية، والتحول الديمقراطي، ومشاركة الحركات الإسلامية في المنافسة على الحكم، بالتزامن مع تراجع مكانة الولايات المتحدة الأمريكية، أسست لأرضية مناسبة لقيام دولة عربية ديمقراطية، تكون بديلا للنظام العربي الاستبدادي.

بذلك أثبت البحث صحة الفرضية التي انطلق على أساسها البحث: إن الحراك العربي سيؤدي إلى غياب الدور الوظيفي للنظام العربي لصالح دور وطني، مما سيؤدي إلى تقليص أهمية الدور الوظيفي لدولة إسرائيل بالنسبة للدول الغربية.

وتكونت لجنة المناقشة من أ.د. عبد الستار قاسم مشرفاً ورئيساً، و د. حماد حسين ممتحناً خارجياً من الجامعة العربية الامريكية-جنين، و د. نايف ابو خلف ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالب ومنحه درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 79