قامت الباحثة لبنى علي حسن دار سلامة، الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الثلاثاء الموافق 2/7/2013 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان " الموقف الإسرائيلي من التحول الثوري في جمهورية مصر العربية ".

تبحث هذه الدراسة في ماهية الموقف الإسرائيلي من التحول الثوري في جمهورية مصر العربية، الذي بدا موقفاً مرتبكاً وقلقاً جراء الثورة المصرية التي أسقطت نظام مبارك، وهو النظام الذي وصفه قادة إسرائيليون، بأنه أهم كنوز إسرائيل في الشرق الأوسط، وأهم أصدقائها وحلفائها الاستراتيجيين في المنطقة. وأوضحت الدراسة مدى التخوف الإسرائيلي على مستقبل اتفاقية كامب ديفيد، في ظلّ نشوء نظام مصري جديد يقوده الإسلاميون، قادر على التخلص من التبعية للولايات المتحدة الأمريكية، -وهي (أي التبعية) التي ضمنت سلامة استمرار العلاقات مع إسرائيل طوال العقود الثلاثة المنصرمة بفعل المساعدات الأمريكية المشروطة-، وبالتالي تحديد شكل العلاقة مع إسرائيل، إن لم نقل إنهاءها. 

وتمحورت إشكالية الدراسة حول طبيعة الموقف الإسرائيلي من ثورة مصر، هذا الموقف الذي تم تقصّيه بدقة وحذر، وتساءلت الدراسة عن إمكانية نجاح ثورة مصر في تغيير أُسس العلاقات وقواعد اللّعبة السياسية، تجاه القضية الفلسطينية والعلاقات مع إسرائيل والغرب. وقد افترضت الدراسة أن يؤدّي التحول الثوري في مصر إلى إحداث تغييرات تأتي لصالح القضية الفلسطينية، وعلى حساب سيطرة إسرائيل والغرب وهيمنتهما على المنطقة العربية الإسلامية. كما أن صعود التيارات الإسلامية للسلطة في مصر، من شأنه أن يؤثر سلباً على اتفاق السّلام بين مصر وإسرائيل، وإيجاباً على العلاقات مع الجانب الفلسطيني، وبخاصة مع حركة حماس.

واستندت الباحثة إلى المنهج التحليلي التاريخي في تقديم وصف تاريخي للرؤية الإسرائيلية للواقع المصري قبل ثورة 25 يناير، فتحدثت عن التقييم الإسرائيلي لحقبة الملك فاروق، وحقبة الرئيس جمال عبد الناصر، والرئيس محمد أنور السادات، والرئيس محمد حسني مبارك. وأشارت الدراسة إلى أن حقبة مبارك هي المرحلة الأفضل بالنسبة للجانب الإسرائيلي، بسبب التسهيلات والمزايا المتعددة التي قدمتها مصر في عهد مبارك للإسرائيليين ضدّ العرب والفلسطينيين. كما سلكت الباحثة المنهج الوصفي في وصف الموقف الإسرائيلي من الثورة المصرية، وكذلك الدور الإسرائيلي في محاولة إخماد الثورة وتجييرها لصالح إسرائيل. وأخيراً اعتمدت الباحثة المنهج التحليلي، الذي مكنها من تحليل البيانات والمعلومات ذات الصلة ونقدها.

وتكونت لجنة المناقشة من د. عثمان عثمان مشرفاً ورئيساً، و د. عبد الرحمن ابراهيم ممتحناً خارجياً من جامعة بير زيت، و د. ابراهيم ابو جابر ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 70