قام الباحث عيسى هشام حسن سلايمة، الطالب في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الأحد الموافق 6/10/2013 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "توظيف الموروث في شعر النابغة الذبياني".

يقوم هذا البحث على دراسة شعر النابغة الذبياني دراسة جديدة ودقيقة ، بحيث يتم استخراج وملاحظة القضايا الموروثة عند العرب في الجاهلية ، سواء أكانت هذه القضايا من الموروثات الدينية ، أو التاريخية ، أو الأسطورية ، أو الأدبية... وتبين هذه الدراسة إجادة النابغة وبراعته في التعبير عن هذه القضايا ، وتوظيفها في شعره بصورٍ فنية رائعة مشوقة ، بألفاظ جزلة سلسة  واضحة ، وبإيقاع موسيقي عذب ، بحيث غدا شعره صورة ناطقة حيّة لطبيعة الحياة الدينية ، والفكرية ، والاجتماعية ، والسياسية للعرب قبل الإسلام . وكان شعره كذلك برهاناً واضحاً على ثقافة الشاعر الموسوعية ، وتجربته الناضجة في الحياة ، وأظهر حلماً وسيادة كبيرين ، تمتع بهما الشاعر ، ما أهّلاه لأن يكون مقرباً  من ملوك الحيرة في العراق ، وملوك الغساسنة في الشام ، ومن قبل ذلك حكماً أدبياً في سوق عكاظ . 

وفي هذه الدراسة يطلعنا النابغة على بعض المعتقدات والشعائر والطقوس الدينية عند الجاهليين ، ويصرح بذكر أسماء لبعض الشخصيات الدينية كالنبي" نوح "والنبي "سليمان "( عليهما السلام) ، ويذكر بعض الشخصيات التاريخية والأسطورية التي اختزلتها الذاكرة الجمعية الجاهلية مثل "لقمان" و " زرقاء اليمامة" و "عاد بن سام بن نوح" وبعض ملوك العرب القدماء . إضافة لذكر بعض المباني والحواضر التاريخية مثل مدينتي:" تدمر والحيرة "... وأشار إلى بعض أيام العرب وحروبهم المشهورة كـ"يوم حليمة" . 

لقد جاء شعر النابغة لا يخلو من القلق والألم والمعاناة التي أصابته نتيجة لإقصائه عن بلاط أبي قابوس – ملك الحيرة- فكانت قصائده الاعتذارية . وكثر حضور الربيع في شعره لكثرة حدوث الحروب والغزوات بين القبائل المتنازعة على الأراضي الخصبة في فصل الربيع . فشعر النابغة وإن صوّر بعض حالاته النفسية الذاتية ، إلا أن معظمه كان يصدر تعبيراً عن الوجدان الجماعي لقبيلته ، ومجتمعه ، وبيئته التي استقى منها ألفاظه ، ومعانيه ، وصوره الفنية ، وأغراضه الشعرية.  

وتكونت لجنة المناقشة من أ.د. احسان الديك مشرفاً ورئيساً، و د. جمال غيظان ممتحناً خارجياً من جامعة القدس- ابو ديس، و د. نادر قاسم ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالب ومنحه درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 73