قامت الباحثة دعاء هشام بكر اشتية، الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الثلاثاء الموافق 18/2/2014 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "العين في الشعر الجاهلي/ دراسة ميثولوجية".

يدور هذا البحث حول العين في الشعر الجاهلي إذ جاء في مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة .

جاء الفصل الأول في فصل واحد عنوانه : أسطورة العين في اللغة والفكر ، فقد ربطتُ معاني العين الواردة في المعاجم العربية بأصولها الأسطورية .

أما الفصل الثاني فعرض فيه أسطورة العين البشرية في الشعر الجاهلي ، وذلك من خلال  بكاء الشعراء على الأطلال ، وفيه تناولت حضور العين وذرف الدموع على الأطلال ، إذ قسمته إلى أربعة مباحث ، عرضت في الأول منها : بكاء الشعراء على الأطلال ، ووقوفهم عليها ، واستحضار المرأة قبل ذرف الدموع ، وأثر الجدب والخراب المؤدي إلى النواح ؛ لطلب الماء ، واستسقاء الأرض لإحياء الأطلال والقبور ، وكل ذلك يدور حول عشتار / عنانا إلهة الخصب والحياة ، وتناولتُ في المبحث الثاني نسبة الأطلال إلى المرأة ( أسماء النساء ) ورموز هذه الأسماء في اللغة وارتباطها بالإلهة عنانا ، وفي المبحث الثالث تطرقتُ إلى أثر غياب المرأة عن الطلل ، وتحويل الأرض إلى قفار حال غيابها ؛ لأنها مقدّسة وتمثل حياة وإحياء للناس ، وفي المبحث الأخير كانت تذرف الدموع لغياب الإلهة ؛ فبكاء الشعراء على المرأة يعادل = بكاء إلهة الخصب / عشتار ، فلم تكن المرأة من لحم ودم ، لأن هذا البكاء كان يمثّل قرابين يتقرّب بها الشاعر للمرأة التي تعادل إلهة الخصب .

أما الفصل الثالث فقد جاء بعنوان أسطورة العين الحيوانية والظواهر الطبيعية في الشعر الجاهلي ، إذ قسمته إلى أربعة مباحث ؛ جاء الأول بعنوان العين وشيم البرق والمطر ، وقد تناولت فيه علاقة السحابة والمطر بالعين / عنانا ، فهي ( عنانا ) وحدها تستطيع إنزال المطر وإسقاء الأرض الجرداء ، وفي المبحث الثاني العين والبقرة الوحشية واقترانهما بالحور وحتحور ، قد تكون صفة حور مأخوذة من حورس إله الزمن أو حتحور المتمثلة في رأس البقرة ، وربطهما بحور العين في الجنة ، أما المبحث الثالث تناولت فيه الحديث عن العين وزرقاء اليمامة وبكاء الحمام على ابنها ساق حر التي تشاكل بكاء عشتار على تموز ، واقتراب زرقاء اليمامة بالحمامة من حيث اللغة والأسطورة ، وتشابهما بأسطورة سمير أميس ، والمبحث الأخير تحت عنوان العين والشمس ؛ وذلك بإقامة علاقة وثيقة بين المرأة والشمس ، وقد رأى البعض في رحلة المرأة صورة الشمس في رحلتها ، وغيابها ممثلا بسرقة عين رع ،وظهورها يعني استردادها ، ومن بقايا تقديسها رمي سن الصبي المثغر للشمس ؛ لأنها تمنح الحياة للأسنان الميتة .

وهذه الدراسة لم يتطرق إليها أحد ؛ لأنها تبحث عن أصول دلالات العين ، وارتباطها بالدين الأسطورة وعودتها جميعها إلى عنانا / عشتار .

وتكونت لجنة المناقشة من أ.د. احسان الديك مشرفاً ورئيساً، و د. جمال غيظان ممتحناً خارجياً من جامعةالقدس-ابو ديس، و د. نادر قاسم ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء تعديلات.


عدد القراءات: 76