قا  قامت الباحثة نسرين يوسف عباس النادي،الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الاحد الموافق 6/4/2014 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان"التخطيط والتوزيع المكاني لمراكز الدفاع المدني والطوارئ في الضفة الغربية".

تعاني الضفة الغربية من ضعف في تقديم الخدمات   العامة بشكل عام وضعف في خدمات الدفاع المدني والطوارئ بشكل خاص، حيث ان هناك تجمعات سكنية غير مشمولة بخدمات الاستجابة للطوارئ والتي يقدمها الدفاع المدني الفلسطيني والهلال الاحمر الفلسطيني، كما تعاني من عدم مراعاة المعايير التخطيطية في توزيعها بما يتناسب مع احتياجات السكان من هذه الخدمات. 

وجاءت هذه الدراسة لتتناول موضوع التخطيط والتوزيع المكاني لمراكز الدفاع المدني والطوارئ في الضفة الغربية بهدف تحليل الوضع الحالي لتوزيع هذه المراكز، ودراسة اثر توزيع مراكز الدفاع المدني والطوارئ ضمن الواقع الحالي، وكذلك استعراض المشاكل التي تواجه توزيعها والثغرات المسببة لها، اضافة لتقديم مقترح لاستراتيجيات توزيع هذه المراكز، وستساعد الدراسة أصحاب القرار باتخاذ الخطوات المناسبة لتطوير هذه الخدمة الاساسية التي تكفل حماية ارواح السكان حيث أنه لا يمكن منع وقوع الحوادث أو الكوارث مطلقاً، وإنما ايجاد تكامل بين التخطيط وبرامج الدفاع المدني في أسلوب تقليل الانعكاسات الناجمة من تلك الحوادث والكوارث ومحاولة الوصول بها إلى أدنى حد ممكن.  

اعتمدت الدراسة في منهجيتها على المنهج الوصفي والمنهج التحليلي وتسجيل الملاحظات واستخدام احصائيات الدفاع المدني والهلال الاحمر، واحصائيات جهاز الاحصاء المركزي، وتسجيل المشاهدات والملاحظات من خلال الجولات الميدانية على مراكز تقديم خدمات الدفاع المدني والطوارئ في الضفة الغربية، كما اجريت المقابلات مع المسئولين.

وتم إجراء التحليل والتقييم لواقع التوزيع المكاني للخدمات الاستجابة والطوارئ من خلال المقارنة بالمعايير التخطيطية للخدمات الاستجابة والطوارئ المعمول بها في بعض الدول المجاورة والعالمية، ومن خلال دراسة مؤشرات عمل الدفاع المدني والهلال الاحمر، وهي مؤشر الحوادث والإصابات، ومؤشر السلامة والوقاية، ومؤشر الوعي المجتمعي، ومؤشر القوى البشرية، ومؤشر الخدمات والسكان، ومؤشر وقت الاستجابة . 

أظهرت نتائج التحليل أن خدمات الدفاع المدني والطوارئ تعاني من سوء التوزيع وعدم كفايتها، مما يسبب ضغط على مراكز الخدمة ويؤثر سلبا على السكان من خلال اعداد الاصابات والوفيات، واظهرت الدراسة كذلك وجود تجمعات سكانية غير مشمولة بالخدمة، وتم تقديم مقترح تخطيطي لإقامة 39 مركز دفاع مدني اضافي باستخدام تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية .

وخرجت الدراسة بعدد من التوصيات، أهمها إنشاء مراكز دفاع مدني اضافية، والعمل  على تطوير هذه المراكز من النواحي الإدارية والاحتياجات البشرية والتجهيزات الفنية لتخفيف الضغط على هذه المراكز وتقديم خدمة أفضل للسكان، وتطوير قدرات الدفاع المدني، وإعداد الأدوار والمسؤوليات المتعلقة بالاستجابة للكوارث وتطويرها على المستوى المحلي والوطني، واعتبار الحد من خطر الكوارث اولوية وطنيه ومحلية قائمة على قاعدة مؤسساتية صلبة للتنفيذ، بالاضافة الى تفعيل دور الشركاء من منظمات وجمعيات متعلقة بالمساعدات الصحية والإغاثة الطبية واتحاد المقاولين، والمؤسسات التي تعمل في مجال تقييم المخاطر الطبيعية وإدارة المخاطر مثل مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل بجامعة النجاح الوطنية، الذي يعد مركز البحث العلمي الوحيد المعني بمجال هندسة الزلازل  وتضمنت التوصيات كذك تفعيل المجلس الاعلى للدفاع المدني للوقوف على الاعمال الموكلة اليه ضمن القانون رقم 3 للعام 1998م . 

وتكونت لجنة المناقشة من د. علي عبد الحميد مشرفاً ورئيساً، و د. احمد اغريب ممتحناً خارجياً من جامعة الخليل، و د. احمد رأفت ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات  .


 


عدد القراءات: 76