قامت الباحثة بسمة عزمي جبران سعادة، الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الاربعاء الموافق 28/5/2014 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "مشاكل وآفاق المشاريع الرائدة للمدارس الحكومية الخضراء في الضفة الغربية".

ربما تعرف المدرسة بتلك المساحة المحدودة ذات الاسوار والجدران ولكنها ذات بعد أكبر من ذلك بكثير حيث تعد مركزا هاما من مراكز التعلم والتعليم حيث اعتبرت على مر العصور المكان الأمثل للتحصيل العلمي والابداع ومن هنا يأتي الإهتمام بهذا الصرح من قبل الدولة و وزارة التربية والتعليم والمجتمع المحلي وذلك لاعتبار المدرسة هي بمثابة المنزل الثاني الذي يحتضن الطالب لما يزيد عن 6 ساعات يوميا يلقى فيه الطالب الاهتمام بالنمو الفكري والجسدي والنفسي.

ونظرا للوعي المتزايد عالميا وهنا في فلسطين باهمية البناء الاخضر بشكل عام وبالبناء المدرسي الاخضر بشكل خاص من حيث دوره في الحفاظ على البيئة والطاقة والمواد والموارد وفي توفير البيئة الداخلية الأمثل للمستخدمين بأقل التكاليف المادية الممكنة وتأثيره الايجابي على المجتمع المحيط وتحسين الصحة ونوعية التعليم ودمج فرص التعليم مع البيئة المبنية الجديدة.

لذلك جاءت هذه الدراسة لتحليل وتحديد وتقيم الأبنية المدرسية الحكومية الرائدة في الضفة الغربية حيث ارتكزت هذه الدراسة على ثلاث جوانب أساسية، الجانب الأول تناول المدارس الحكومية وتطورها من حيث أعدادها وملكيتها وأعداد الطلبة على مقاعد الدراسة والشعب المدرسية والمعلمين وأيضا تناول هذا الجانب التطور التصميمي في الأبنية المدرسية الحكومية في الضفة الغربية منذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية وتسلمها وزارة التربية والتعليم الى اليوم حيث تطرق الى التطور في الأنماط الشكلية والتطور في التصميم الانشائي ومواد البناء المستخدمة وهيكل البناء وكذلك التطور في التعامل مع الموقع وتصميمه والتشطيبات الداخلية والمواد المستخدمة بالاضافة الى المعايير التصميمة المعتمدة في الوزارة منذ عام 2000 الى اليوم.

أما الجانب الثاني من هذه الدراسة ارتكز على تحديد مواصفات وشروط المدارس الخضراء استنادا الى عددة مراجع ذات علاقة بالأبنية الخضراء بشكل عام وبالابنية المدرسية الخضراء بشكل خاص حيث بينت الدراسة ان هناك معايير عامة يجب الالتزام بها للوصول الى مبنى مدرسي أخضر مريح بيئيا وبأقل التكاليف وأقل هدرا للموارد والطاقة والمواد وذو تأثير ايجابي على البيئة المحيطة والمجتمع المحيط وذلك من خلال المرور على عدة معايير منها تخضير واستدامة موقع المدرسة وكفاءة استخدام المياة والطاقة والمواد والموارد وجودة البيئة التعليمية الداخلية.

وفي الجانب الثالث، الجانب التحليلي من هذه الدراسة حيث تم تحليل ودراسة عينة من الأبنية المدرسية الرائدة بحسب وجهة نظر وزارة التربية والتعليم وبالتنسيق معها لاجراء هذه الدراسة على هذه العينة للمدارس الخمس، وذلك استنادا على المعايير والمواصفات التي تطرقنا اليها بشكل مفصل في الجانب الثاني من هذه الدراسة.

وفي النهاية تم الخروج بمجموعه من النتائج والتوصيات التي تهدف الى تطوير واقع التعليم من خلال تحسين البناء المدرسي ومطابقتها للمعايير التصميمية الخضراء عالية الكفاءة ولتكوّن نموذجا ايجابيا للأبنية الخضراء في فلسطين.

حيث خلصت هذه الدراسة الى أن هناك معايير عامة اجبارية يجب على الوزارة الالتزام بها حيث انها لا تزيد من التكاليف المادية او ذات تكلفة مادية منخفضة الا انها ذات تأثير ايجابي على البيئة وأيضا هناك بنود أخرى بالامكان اعتمادها وبالتالي تحسن البناء المدرسي وتزيده كفاءة وهذا بالتالي ينعكس ايجابيا على الطالب وتحصيله العلمي وأيضا ينعكس ايجابيا على البيئة المحيطة والمجتمع المحيط للمدرسة.

وتكونت لجنة المناقشة من د. معتصم بعباع مشرفاً ورئيساً، و د. سالم ذوابه ممتحناً خارجياً من جامعة بير زيت، و د. ايمان العمد ممتحنةً داخليةً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 83