قامت الباحثة رحمة عبدالرؤوف عواد عواد، الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الثلاثاء الموافق 27/5/2014 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "عبدالرحمن بن عوف (32هـ/655م)/ دراسة في دوره الديني والاقتصادي والسياسي في دولة الاسلام في مرحلة النشأة والتكوين".

حملت هذه الأطروحة عنوان "عبد الرحمن بن عوف (580م-652م/32هـ) دراسة في دوره الديني والاقتصادي والسياسي في دولة الإسلام في مرحلة النشأة والتكوين "وتناولت الشخصية الدينية لعبد الرحمن بن عوف، فهو الصحابي المقرب لرسول الله، ورجل الاقتصاد الأول في دولة الإسلام، صاحب الأموال والملكيات الضخمة، مما انعكس على دوره السياسي في مؤسسة الخلافة, واقتصرت زمنياً على فترة ما قبل الإسلام حتى وفاة عبد الرحمن بن عوف عام (32هـ/652م).

صُنفت قبيلة بني زهرة التي ينتمي إليها عبد الرحمن بن عوف على إنها إحدى قبائل قريش التي نزلت البطاح، وسكنت حول الكعبة بعد قدوم قصي بن كلاب واستقراره بها، وارتبطت مع بعض القبائل المكية بأحلاف بقيت حتى ظهور الإسلام، وبالأخص مع بني عبد مناف، كما اكتسبت مكانة روحية بعد الإسلام نظراً لكون أم رسول الله آمنة بنت وهب من بني زهرة.

تناول الرواة والمؤرخون شخصية عبد الرحمن بن عوف من جميع جوانبه الدينية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، واهتموا بإظهار نسبه، وعلاقاته الاجتماعية التي كان في معظم الأحيان يوطدها بالمصاهرة، مما ينعكس على تجارته، ووضعه الاقتصادي، وإظهار مدى محبة الناس له، ورثائهم له بعد وفاته.

امتاز عبد الرحمن بن عوف بالذكاء التجاري الذي استمده من البيئة المكية التي ترعرع بها، وعمله في التجارة مع والده عوف قبل الإسلام، وظهر ذلك جلياً عند هجرته إلى المدينة المنورة، حيث توجه مباشرة نحو العمل التجاري في أكبر أسواق المدينة، سوق بني قنيقاع، فغدا من كبار التجار المسلمين، الذين كان لهم الأثر الكبير في دعم اقتصاد الدولة الإسلامية في مرحلة تكوينها، عن طريق دعم المسلمين في حياتهم العامة، في حروبهم، وفتوحاتهم، حتى عُدّ وزيراً للاقتصاد، هذا الأمر انعكس ايجابياً عن مكانة بني زهرة بعد الإسلام، والتي غيبتها المصادر التاريخية التي تناولت تاريخ العرب قبل الإسلام.

يلاحظ مدى تقرّب عبد الرحمن بن عوف من رسول الله، فهو من أخوال رسول الله، من أوائل من آمن بدعوته عليه الصلاة والسلام، وروى عنه أحاديث نبوية تناولت مختلف المواضيع الحياتية عند المسلمين.

لعب دوراً سياسياً في عهد الخلفاء الراشدين، نظراً لتطور وضعه الاقتصادي، ومما يدل على ذلك، مسألة الشورى، حيث وضعه عمر بن الخطاب (23هـ/643م) من ضمن المرشحين الستة للخلافة من بعده، لكن عبد الرحمن بن عوف، لم يرغبها لنفسه. ويبدو أنه استوعب ظهور دور عبد مناف السياسي والديني والاجتماعي بعد الفتوحات، فوقع اختياره على صهره وشريكة في التجارة عثمان بن عفان (35هـ/655م)، وعمل جاهداً على إجماع الأمة عليه ومبايعة الأمة له بالرغم من أن العلاقات توترت بينهما قبل وفاة عبد الرحمن بن عوف، بسبب سياسة عثمان المنحازة لأقربائه، واعتراض عبد الرحمن عليها. 

وتكونت لجنة المناقشة من أ.د. جمال جوده مشرفاً ورئيساً، و د. عثمان الطل ممتحناً خارجياً من جامعة القدس-ابوديس، و د. عدنان ملحم ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 66