قام الباحث محمود جلال عبد القادر علاونة، الطالب في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الاحد الموافق 26/10/2014 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "رواد العمارة في فلسطين "الضفة الغربية" ما بين (1959-1995)".

تناقش الدراسة العمارة في فلسطين بشكل عام والتركيز على الفترة  ما بين 1959-1995م، حيث ان تلك الفترة كانت بداية مرحلة جديدة في فلسطين على جميع الاصعدة منها السياسية حيث وقعت اجزاء من فلسطين تحت الاحتلال وكانت مرحلة انتقال الى احتلال جمع فلسطين، وايضاً الاجتماعية والفكرية. اضافة الى ذلك فإن غياب التوثيق المعماري للعمل المعماري والمكاتب الهندسية والمهندسين كانت محفزاً مهماً. ولا يوجد أي دراسات سابقة او ابحاث او مراجع تشير الى العمارة في فلسطين في تلك الفترة، اما تلك المتوفرة فهي تركز على العمارة التقليدية. كما انه لا يوجد دراسات عن العمارة التي اوصلت العمل المعماري الى ما هو عليه الان.

واهتمت الدراسة بتسليط الضوء على رواد العمارة في فلسطين في الفترة ما بين 1959-1995م وخاصة بالضفة الغربية، وابراز اهم اعمالهم التي عكست الطابع العام في تلك الفترة، كما تقوم بالبحث عن اعمال الرواد الذين صاغوا النتاج المعماري في فلسطين ضمن فترة الدراسة وذلك من خلال البحث الميداني والحصول على معلومات عن المباني المتميزة بالإضافة الى مجموعة من الصور والبحث في ارشيف البلديات والمؤسسات ذات الصلة. ومن خلال تلك المخططات يتم التعرف على اسم المعماري  والتعرف على اعمال اخرى له وتوثيقها. ومن ثم يتم تحليل الاعمال ومحاولة فهم الفكر الكامن خلف تلك المباني المميزة بعد دراسة وتحليل للمخططات والواجهات والفراغات الداخلية والخارجية وربطها مع المنظور الثلاثي الابعاد وتجريد المبنى الى عناصره الاساسية واستنتاج الملامح العامة لذلك البناء مع توضيح مميزاته.

وتمثلت المشاكل التي واجهت الدراسة بندرة وضعف المراجع وصعوبة البحث في انظمة ارشيف البلديات، نظرا لعدم وجود ارشفة الكترونية للأعمال تسهل الحصول على المعلومة بدلا من السجلات الورقية.

واستعرضت الدراسة التوجهات العالمية في العمارة قبل دراسة عمارة الرواد، وذلك بهدف الوصول الى علاقة بين العمارة في فلسطين والعمارة العالمية في تلك الفترة، وقد تبين انعكاس للعمارة العالمية على العمارة في فلسطين من حيث المفاهيم والمبادئ الاساسية للفكر المعماري العالمي. ويرجع ذلك الى معايشة اغلب معماريي تلك الفترة للعمارة العالمية إما من خلال الجامعات او البلدان (اوروبية و امريكية) التي درسوا فيها، او من خلال المجلات المعمارية العالمية التي تغذي فضول المعماري لمعرفة ما هو جديد.

ومن خلال دراسة عمارة الرواد توصلت الدراسة الى مجموعة من النتائج اهمها ظهور اتجاهان معماريان، حمل الاتجاه الاول مفاهيم التعقيد في التكوين المعماري اما الثاني حمل مفهوم البساطة في التكوين المعماري.

وفي الختام، فإن هذه الدراسة خرجت بمجموعة من التوصيات التي تهدف الى تطوير دراسة العمارة وتفعيل هذا الجانب التوثيقي للعمارة في فلسطين بشكل علمي. اضافة الى ان هذه الدراسة تمثل البداية الى تحديد الهوية المعمارية والانماط السائدة للعمارة في فلسطين في تلك الفترة، اضافة الى العمل على دراسة العمارة الحالية في فلسطين من ناحية نقدية وتسليط الضوء على العمال المعماري الشاذ في هذه الايام والتي لا تعكس أي مفاهيم وقيم اجتماعية وعالمية. ومحاولة رفع مستوى العمل المعماري والرقي به ليكون مصدراً وملهماً لتطوير عمارتنا المعاصرة.

وتكونت لجنة المناقشة من د. ايمان العمد مشرفةً ورئيسةً، و د. هيثم الرطروط مشرفاً ثانياً، و د. جمال عمرو ممتحناً خارجياً من جامعة بيرزيت، و د. خالد قمحية ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالب ومنحه درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 70