قام الباحث عماد احمد عبد الكريم سلامه، الطالب في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الخميس الموافق 11/6/2015 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "الاعتراف باسرائيل دولة يهودية وتأثيرها على اقامة دولة فلسطين".

تهدف هذه الدراسة إلى تحليل الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية وتأثيرها على إقامة دولة فلسطين، حيث نبعت أهمية هذه الدراسة في كونها أول دراسة تبحث في الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، ولذلك قد تمثلت المشكلة الرئيسية بأن الاعتراف بيهودية دولة الاحتلال الإسرائيلي يسهم في توتير الوضع السياسي، وقد يؤدي بالعملية السلمية إلى طريق مسدود وصعب في حال رفض الطرف الفلسطيني هذا المطلب.

وقد افترضت هذه الدراسة أن الاعتراف بيهودية الدولة معوق حقيقي يحول دون اعتراف الاحتلال بدولة فلسطين، وأن الهدف الإسرائيلي من تقديم هذا المطلب هو إضاعة للوقت وإشغالالمفاوض الفلسطيني والقوى الفاعلة إقليمياً ودولياً بمعارك سياسية غير مجدية، وإن طرح يهودية إسرائيل يشكل رفضاً تاماً لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967م.

وتم  الاعتماد على منهج النظم الوظيفية، لما يمثله من ضرورة تساعد الباحث في فهم عقلية صانع القرار، والعمل البنائي المؤسسي في دولة الاحتلال الإسرائيلي،واستعان الباحث كذلك بمنهج تحليل السياسات العامة لما يمثله من أهمية تسهم في طرح البدائل، ووضع الحلول التي تقدم لصانع القرار والمفاوض الفلسطيني.

وفي هذه الدراسة تم مناقشة مفهوم الدولة اليهودية، وتبعات ذلك على الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، وإن الاعتراف بيهودية الدولة يشكل إنهاء تاماً للقضية الفلسطينية شكلاً ومضموناً، فمن حيث المضمون تكون كافة القضايا الجوهرية التي تشكل القضية الفلسطينية، والمتمثلة بحق العودة والقدس واللاجئين والمستوطنات والسيادة، بأنها أصبحت جزءاً من الماضي، وأن هذه القضايا هي من أسس الدولة اليهودية وليست من أسس القضية الفلسطينية، وأن الاحتلال غير مسؤول نهائياً عن ما حصل للشعب الفلسطيني على مدار سبعين عاماً، أما من حيث الشكل فإن القضية الفلسطينية تكون قد أصبحت من الماضي ولا وجود لها على الساحة السياسية.

وفي المقابل يصعب موافقة أي طرف فلسطيني على الاعتراف بيهودية الدولة، لأن هذا الاعتراف سوف يواجه برفض فلسطيني شعبي في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات والمهجر، وقد تؤدي مثل هذه الخطوة إلى فقد السلطة الفلسطينية ما تبقى من شرعية لوجودها.
وتوصل الباحث إلى أن
مفهوم الدولة اليهودية هو مفهوم ديني بالدرجة الأولى، ولكن له أبعاد ومغازي وغايات سياسية، تهدف من خلالها إسرائيل إلى استئصال كل ما له علاقة بالواقع العربي المعاش، سواءً أكان ضمن حدودها الجغرافية التي نشأت على أثرها عام 1948، أو الحدود التي امتدت إليها يدها فيما بعد حرب عام 1967، بمعنى أن الدولة اليهودية ستشكل في مضمونها إذا تم الاعتراف بها فلسطينياً أو عربياً أو دولياً أو مجتمعةً،ستشكل بداية النهاية للقضية الفلسطينية بكافة أجزائها.

وتكونت لجنة المناقشة من أ.د. عبد الستار قاسم مشرفاً ورئيساً، و د. احمد فارس ممتحناً خارجياً من جامعة القدس-ابو ديس، و د. ابراهيم ابو جابر ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالب ومنحه درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 85