قامت الباحثة ياسمين عبد القادر يوسف شاهين، الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الاحد الموافق 14/6/2015 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "تجليات الاسطورة في الرواية النسوية الفلسطينية في القرن الواحد والعشرين".

تعد الأسطورة واحدة من أهم مصادر التراث العالمي الذي انتجته جميع الشعوب، وحافظت عليه، فصار ظاهرة فنية، ظهر في الرسم (الفن) التشكيلي، والشعر، وحديثاً في السرد، وخاصة الرواية.

 وتوظيف الأسطورة في الرواية يعطيها بعداً ميتافيزيقيّاً، وآخرإنسانيّاً يحمل في طياته اللاوعي الجمعي لأمة من الأمم، أو للبشرية جمعاء، فكون الأسطورة امتداداً للملحمة والمسرح فقد جاء توظيفها في الرواية منسجماً مع طبيعتها الفنية وسعتها الخيالية.

وظهرت الأسطورة في الرواية الفلسطينية ما بعد النكسة، وفي القرن الواحد والعشرين تجلت بوضوح أكثر،وعندما كانت المرأة الفلسطينية هي المخلوق الأكثر ضعفاَ في المجتمع، وتعاني من الظلم والقهر الذي قد يقع عليها أولاً من أقرب الناس إليها (أب، أخ، زوج..)، وما يمارسه الاحتلال عليها من انتهاكات لكرامتها، وحريتها ثانياً، ثم كونها واحدة من أهم أسس المقاومة الفلسطينية ثالثاً، كل هذه العوامل متضافرة جعلتها أكثر وعياً ونضجاً في فهم قضيتها الإنسانية والوطنية، وصار العودة إلى الجذور طريقتها وأسلوبها في الوصول تدريجياً إلى الذات، والتحرر من القيود التي فرضها المجتمع تارة، والاحتلال تارة أخرى. 

وعالجت هذه الدراسة أساطير ورموز أسطورية في الرواية النسوية الفلسطينية في القرن الواحد والعشرين مثل الطوفان، عشتار، أدونيس، كليوبترا، أساطير أرض الميعاد، الفينيق، الأعداد والألوان الأسطورية، أسطرة القدس، الأساطير الاسرائيلية في القدس،الخ.... من الأساطير والرموز الأسطورية.

واختارت الباحثة في هذا البحث ست روايات، اثنتان من الضفة، الأولى من جنوبها وهي رواية "قلادة فينوس" لأماني الجنيدي، والثانية من شمالها وهي "لغة الماء" لعفاف خلف، ومن القدس رواية لديمة السمان وهي "برج اللقلق"، ومن قطاع غزة رواية "في رداء قديم" لنسمة العكلوك، ومن الداخل الفلسطيني رواية "امرأة الرسالة" لرجاء بكرية، ومن الشتات الفلسطيني رواية لسناء شعلان، وهي "السقوط في الشمس"، وبهذا أكون وحّدت عالمنا الفلسطيني المتناثر وإن كان على ورق، وسبب آخر لهذا التقسيم هو لأبين مدى التوافق والاختلاف الذي قد ينجم عن كون كل منهن تعيش في بقعة جغرافية مختلفة ـ وإن لم تكن بعيدة ـ كذلك نقاط التوافق التي لا يمكن أن تنزع من قلب الكاتبات الفلسطينيات كونهن حاملات للهوية الفلسطينية في الدم والعروق.

وأوصت الباحثة بالالتفات للأدب النسوي، لأن المرأة العربية والفلسطينية تحديداً صارت أكثر جرأة في الكتابة والتعبير، وصارت تطرق أبواباً لم يسبقها إليها الرجل، وهذا جدير بالدراسة والاهتمام.

الاهتمام بتسليط الضوء على الكاتبات الفلسطينيات في الداخل الفلسطيني المحتل.

وتكونت لجنة المناقشة من د. نادر قاسم مشرفاً ورئيساً، و د. ابراهيم ابو هشهش ممتحناً خارجياً من جامعة بيرزيت، و أ.د. احسان الديك ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 147