قامت الباحثة ربا عنان سعد سعد، الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الاربعاء الموافق 19/8/2015 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "العنف ضد المرأة في مكان العمل في المؤسسات الحكومية والخاصة في مدينة جنين".

هدفت الدراسة إلى التعرف لمستوى العنف وأشكاله في العمل ضد المرأة في المؤسسات الخاصة والحكومية في مدينة جنين، ومعرفة مدى تأثير كل من المتغيرات (سنوات الخبرة، العمر، المستوى التعليمي، والحالة الاجتماعية) في مستوى العنف الحاصل في مكان العمل، في مدينة جنين.

تكوّنَ مجتمع الدراسة من جميع الموظفين والموظفات في المؤسسات الخاصة والحكومية، الذين بلغ عددهم (500) موظف وموظفة. وأجريت الدراسة على عينة بلغت (266) موظفًا وموظفة بطريقة العينة. وطبقت الباحثة اجراءات المنهج الوصفي التحليلي الذي يصف الظاهرة حسبما ترد في الواقع وصفاً دقيقاً، ويوضح خصائصها وأسبابها.

ولتحقيق أهداف البحث وزعت الاستبانة على المؤسسات المعنية، بعد أن صممت على أساس مقياس ليكرت رباعي الأبعاد، ثم تم التحقّق من صدق الأداة باعتماد طريقة صدق المحكمين، واستخراج ثبات الأداة بشقيها باستخدام معامل كرونباخ ألفا.

وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج، من أهمها:

أن العنف المنتشر ضد المرأة في المؤسسات الخاصة والحكومية هو عنف خفي، يتمثل في النظرة الدونية للمرأة، والإيماءات والإشارات الجنسية تجاه المرأة، فيما كان العنف الجسدي غير منتشر في تلك المؤسسات.

وتبين أن عامل المؤهل الدراسي والخبرة والمستوى الوظيفي للمرأة لم يؤثر في مستوى العنف الممارس ضدها في العمل. إذ كانت فئة المتزوجين أكثر تقبلاً للعنف ضد المرأة في العمل من فئة غير المتزوجين (بنسبة 83%)، كما أن الأسرة التي عدد أولادها سبعة فأكثر كانوا أكثر فئة تقبلاً للعنف (بنسبة 83%)، واستُنتج أن نسبة أفراد العينة الذين تقل أعمارهم عن عشرين عاماً أكثر ممارسة للعنف ضد المرأة في المؤسسات. وعند قياس أثر عامل الدخل تبين أن أفراد العينة الذين دخلهم أكثر من 4000 شيكل، كانوا أكثر رفضاً لعمل المرأة، مما يعطي مؤشراً إلى أن هذه الفئة أكثر تقبلاً للعنف ضد المرأة، كما تبين أن أفراد المؤسسات الحكومية حصلوا على أعلى نسبة في مجال علاقة الرجل بالمرأة (بنسبة 72%) مقارنة بالمؤسسات الخاصة (بنسبة 68%) كما تبين في الجدول رقم (15) من نتائج تحليل إجابات أفراد العينة - أن النسب متقاربة وبسيطة، أي أكثر قابلية لتجاوز حدود العلاقة الرسمية، ومن ثَمّ أكثر قابلية لممارسة العنف ضدها.

وبناءً على نتائج الدراسة الموجودة أعلاه، توصي الباحثة بجملة من التوصيات أهمها:

- ضرورة حماية المرأة العاملة من العنف الخفي في المؤسسات، خصوصا من ضغط التكتلات الجماعية في المؤسسة، ومن نبذ ما تنجزه من أعمال، وتحقيره في بعض الأحيان.

- وضرورة عمل دورات تدريبية، وورش عمل لطاقم المؤسسات الحكومية والخاصة ؛ غاية تعزيز روح الفريق وطاقم العمل، والرقي في مستوى التعامل بين الرجل والمرأة.

- ثمة حاجة ماسة إلى وجود نوع من الشفافية لدى المؤسسات من خلال عمل تقييم دوري لأفراد المؤسسة، من أجل أن يتسنى للإدارة الاستماع إلى شكاوى الموظفات ومحاسبة الموظفين.

- الاهتمام بالصحة النفسية للموظفات في المؤسسات، والتعامل مع الجانب النفسي والصحي لآثار العنف الموجه ضدها.

- التركيز على موضوع الوعي الذاتي للمرأة والقضاء على ما يُعرف بـ" تزييف الذات"، والتقليل من شأن كل ما تنجزه المرأة من أدوار وأعمال داخل المؤسسة، مثل: قلة ثقتها بنفسها وعدم إيمانها بقدراتها واعتقادها أن الرجل يتفوق عليها.

وتكونت لجنة المناقشة من د. فريد ابو ضهير مشرفاً ورئيساً، و د. شادية مخلوف ممتحنةً خارجيةً من جامعة القدس المفتوحة ، و د. جوليا دروبر ممتحنةً داخليةً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 138