قامت الباحثة سناء يوسف محمد شريف قاسم، الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الخميس الموافق 23/7/2015 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "تخطيط نظم المعلومات الجغرافية(GIS) في البلديات الفلسطينية: بلدية بديا كحالة دراسية".

مع التزايد المستمر في عدد السكان والطلب المتزايد على الخدمات العامة والموارد، جنبا الى جنب مع التطور المتسارع في الحاسوب وانظمة المعلومات ، فان البلديات بحاجة الى ادوات ووسائل فعالة ونظام ذكي لإدارة هذه الموارد والخدمات، بحيث تتسم بقدرة كبيرة على حفظ المعلومات مع امكانية التعديل والمعالجة والاسترجاع والعرض وكذلك امكانية ربط هذه المعلومات بالمواقع الجغرافية الخاصة بها. تعتبر انظمة المعلومات الجغرافية اداة جبارة للقيام بتلك المهام، لكنها بحاجة الى امكانيات كبيرة من حيث الموارد المالية والموارد البشرية التي تتمتع بمهارات عالية في هذا المجال بالإضافة الى القدرة على الحصول على المعلومات بالدقة المطلوبة. ولان اعتماد مثل هذا النظام في البلديات سوف يستهلك جزء لا يستهان به من موازنتها فان هناك حاجة ماسة للتخطيط الجيد والدراسة المستفيضة للمشروع الملائم للتمكن من تبرير النفقات التي ستترتب على تبني هكذا نظام. ان دراسة معدة مسبقا لنظام المعلومات الجغرافي هي في غاية الاهمية لتحديد ما هو المطلوب بالضبط من النظام ان يوفره وذلك لتجنب أي جهد او تكلفة غير لازمة، وهذا بالتأكيد سيوفر في الكلفة ويزيد من الفوائد المحتملة للنظام، كما ان المعرفة المسبقة بالفوائد والتكاليف ستدعم القدرة على اتخاذ القرار بتبني هكذا نظام او عدمه.

هذه الدراسة تبحث في مدى الحاجة لأنظمة المعلومات الجغرافية في البلديات وكيف يمكن الافادة منها في البلديات الفلسطينية وقد تم اتخاذ بلدية بديا كحالة دراسية. وللقيام بذلك فقد تم اجراء دراسة عملية معمقة ومستفيضة على سير العمل للمعاملات المختلفة التي يقوم بها طاقم البلدية في كافة الاقسام والدوائر  فيما يسمى "بوصف منتجات المعلومات" والذي يشمل بشكل اساسي فهم شامل ودقيق لكافة المعلومات المكانية والوصفية والوظائف الحاسوبية التي تلزم لا نتاج كل "منتج معلومات". وبالاعتماد على وصف منتجات المعلومات الخاصة بكافة اجراءات العمل في البلدية فقد تم بناء مخطط قاعدة بيانات شامل (Database schema) للبلدية بشكل كامل بحيث يشمل كافة الاقسام والادارات مع التكامل والدمج مع انظمة المعلومات المتوفرة حاليا لدى البلدية، ويعتبر مخطط قاعدة البيانات هذا هو اهم نتائج هذه الدراسة . خلال اجراء هذه الدراسة التطبيقية فقد تم اكتشاف بعض المحددات لاعتماد انظمة المعلومات الجغرافية في بلدية بديا، لذلك فقد تم اقتراح خطة عمل مرحلية وجدول زمني للتغلب على تلك الصعوبات والمحددات والتوافق مع خطط البلدية ومواردها المالية.

 ان الاستنتاج الرئيسي الذي يمكن التوصل اليه من هذه الدراسة هو التأكيد على ضرورة التخطيط لاي مشروع GIS بشكل مستقل لدراسة الخصوصية التي تتمتع بها أي مؤسسة واخذها بعين الاعتبار مع التأكيد على ان انظمة المعلومات الجغرافية مشروع لا يمكن توريده وتشغيله بشكل اعتباطي. 

وبناء على نتائج هذه الدراسة يوصى بإجراء دراسة تشخيصية شاملة لواقع البلديات الفلسطينية كافة وذلك للتعرف على مدى جاهزية البلديات لتبني واعتماد انظمة المعلومات الجغرافية وفقا لمعايير معدة مسبقا، وذلك كمقدمة او اساس لإيجاد السبل اللازمة للتغلب على المعيقات والمحددات التي تعترض تبني مثل هذه الانظمة من خلال خطة استراتيجية وطنية.  

وتكونت لجنة المناقشة من د. علي عبد الحميد مشرفاً ورئيساً، و د. ايهاب حجازي مشرفاً ثانياً، و د. عبد الناصر عرفات ممتحناً خارجياً من جامعة بير زيت، و د. احمد رأفت ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 68