قام الباحث جهاد عزات حسني زكارنة، الطالب في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الخميس الموافق 19/11/2015 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "روابط الجملة الاسمية اللفظية في شعر الوصف والمديح عند محمد مهدي الجواهري/ دراسة نحوية دلالية".

تُعَدُّ اللّغةُ نِظاماً يَخضعُ لِشبكةٍ مِنَ العَلاقاتِ النَّحْويّة والدِّلاليةِ وَالسّياقيةِ، وَهَذا النِّظامُ يَتمثلُ في عِدَّةِ أبنيةٍ لُغَويةٍ؛ مِنْها الجُملَةُ التي أشبَعها الدَّرسُ النَّحوي دِراسةً وَتفصيلاً في قضاياها وإشكالاتِها. وَلعلَّ أهمَّ ظاهِرةٍ تَحكمتْ في بَناءِ الجُملةِ هِيَ الرَّبْطُ، إذْ يَتحققُ بِوَسائلَ عَديدةٍ، مِنْها: الرَّبطُ بالضَّميرِ أوْ ما يَجري مَجراهُ، وَالرَّبْطُ بالأدَواتِ.

وَنظرَاً لأهَميةِ الرَّبطِ بَينَ المُفرداتِ اللُّغويةِ داخلَ التّراكيبِ اللُّغويةِ، بِوصفِهِ قَرينةً لَفظيةً، أوْ ظاهِرةً تَركيبيةً مُؤثِرَةً في تَوثيقِ عَناصِرِ التَّراكيبِ وَتَماسُكِها، فَقدْ جاءَ هَذا البَحثُ لِدراسةِ رَوابطِ الجُملةِ الاسميةِ في شِعرِ الوَصْفِ وَالمَديحِ عِنْدَ (مُحَمد مَهْدي الجَواهِري)، دِراسةً نَحْويةً دِلاليةً إحْصائيةً. وَلتحقيقِ هذا الهَدفِ، فَقدْ سارَ البَحثُ بِخُطةٍ مَنهجيةٍ، انقسمَتْ إلى ثلاثةِ فُصولٍ، تَسبِقُها مُقَدِمَةٌ وَتتلوها خاتِمَةٌ. وَقدْ اشتملتْ المُقدمةُ على بَيانِ أهميةِ المُوضوعِ، وَدوافِعِ اختيارِه، وَمنهجِ البَحثِ، وَمُسوِغاتِ الدِّراسةِ، وَالدّراساتِ القَديمةِ والحَديثةِ التي تناولتْ مُوضوعَ الرَّبطِ، وَأقسامِ البَحثِ.

أمَّا الفَصْلُ الأولُ، فقدْ شكَّلَ الإطارَ النّظريّ للدّراسةِ، إذْ تحدثتُ فيهِ عَنْ مُفهومِ الرّابطِ النّحْوي وَترابُطِ الجُملةِ، وَجاءَ في ثلاثةِ أقسامٍ: القِسْمِ الأولِ تناولتُ فيهِ مَعنى الرَّبطِ لُغةً واصطلاحاً، وَمَدى إدراكِ العُلماءِ لأهميتِهِ قَديماً وَحديثاً، وَالقسمِ الثاني خَصَّصتُه للحديثِ عنْ أنواعِ الرَّوابطِ، وَقد انقسمتْ إلى قِسْمينِ: رَوابِطَ قياسيةٍ، وَروابِطَ غَيْرِ قياسيةٍ، أمَّا القسمُ الأخيرُ  وتحدثتُ فيهِ عنْ مَواضعِ الرَّبطِ في تَركيبِ الجُملةِ العّربيةِ، التي انقسمتْ بِدوْرِها إلى قِسمَينِ أساسيين، الأوَلِ: الرَّبطُ بِالضميرِ أوْ ما يَجري مَجراهُ، وفيهِ دُرستِ المَواضعُ التي تَستَعملُ فيها العَربيةُ الضَّميرَ البارِزَ رابِطاً، وَهْيَ: الخَبرُ الجُملةُ، والنّعتُ الجُملةُ، والحالُ الجُملةُ، وَجُملةُ الصِّلةِ، واسْمُ الإشارةِ، وضميرُ الفّصْلِ، وضميرُ الشَّأنِ، وجوابُ اسْمِ الشَّرطِ المُرفوعِ بالابتداءِ، و( ألْ) النائبةُ عن الضميرِ. والثاني: الرَّبطُ بالأدواتِ، وَقسمتُ الأدواتِ الرّابطةَ أقساماً ثلاثةً؛ تَسهيلاً لِلبَحثِ والدراسةِ، وَهْيَ: أدواتٌ داخلةٌ على المُفرداتِ، وَأدواتٌ داخلةٌ على الجُمَلِ، وأدواتٌ داخلةٌ على الأجْوبةِ.

أمَّا الفَصْلُ الثاني، فَيمثلُ الجانِبَ التطبيقيّ من البَحثِ، إذْ يَشتملُ على دِراسةِ مَواضعِ الرّوابطِ اللفظيةِ في شِعْرِ الوَصفِ والمَديحِ عندَ مُحَمد مَهدي الجَواهري، وَصُوَرِ استخدامِها.

أمَّا الفَصْلُ الثالثُ مِنْ هذا البَحثِ أفردتُهُ للحديثِ عن أثرِ الرّوابطِ اللفظيةِ في توجيهِ الدِّلالةِ في شعرِ الوَصفِ والمديحِ. وألحقت الدراسة بملحق اشتمل على مواضع الروابط اللفظية في شعر الوصف والمديح مع بيان النسب المئوية لكل رابط، إضافة إلى النّظم العَروضِيِّ حسب نسب تواردها في شعر الوصف والمديح، وقدْ أظهرتْ الدّراسةُ في هذا الفّصْلِ أنَّ الجُملةَ الحاليةَ كانَ لَها النَّصيبُ الأكبرُ فيما يَخصُّ الرَّبطَ بالضميرِ، وفي المُقابلِ كانتْ (الواوُ) أكثرَ حُروفِ العَطفِ استعمالاً في الرَّبطِ إلى جَانبِ (الفاءِ) وذلكَ فيما يَتعلقُ بالرَّبطِ بالأدواتِ.

وتكونت لجنة المناقشة من الاستاذ الدكتور احمد حامد مشرفاً ورئيساً، و الدكتور ناصر ابو خضير ممتحناً خارجياً من جامعة بير زيت، و الاستاذ الدكتور وائل ابو صالح ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالب ومنحه درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 97