قام الباحث سامر مطيع فلاح صوافطة، الطالب في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الخميس الموافق 10/12/2015 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "جدوى اعادة تدوير النفايات الصلبة في موقع المطمر الصحي/ زهرة الفنجان كحالة دراسية".

إِنَّ إعادة التّدوير يتمُّ تطبيقُها بشكل ضئيل، بل يكاد يكون مُهمَلًا في مَطمر زهرة الفنجان الصّحي الّذي تمَّ تشغيلُه عام 2007 . تهدف هذه الدراسةُ إلى تقييم الطرق المُتبَعه حاليًا في تشغيلِ مَطمر زهرة القنجان، ودراسة تأثير إعادة تدوير واستخدام النّفايات الصّلبة على أداء زهرة الفنجان من حيثُ عُمْرُ الخدمةِ المتوقّع والآثار البيئيّة. كما و تفحص هذه الرّسالة إمكانيّة استخدام الحرقِ المتحكم به كبديل عن المَطمر الصّحي. 

تمَّ تجميعُ ومراجعةُ الدّراسات السّابقة، والتقارير المؤسسات المحلية والدولية، المتعلقة بإدارة النّفايات الصّلبة في الضّفة الغربيّة، اضافة الى المعلومات المتوفّرة لدى الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. كما تمَّ إجراءُ مقابلاتٍ مع مُزوِّدي الخدمةِ في منطقة الدراسةِ، فيما يتعلق بالكميات المُنتَجة من النّفايات الصّلبة، والكميات التي يتمُّ إدارتُها، ومكونات النفايات الصّلبة، وتوفر محطات لإعادة التدويرِ، وصناعة الدبال حسبَ أعداد السّكان المخدومين.

إضافة لطريقة التّشغيل المستخدمة في زهرة الفنجان (بديل 1)، تمَّ اقتراحُ أربعة سيناريوهات:

1) استرجاع بعض المواد من خلال منشأة إعادة الاسترجاع وطمر المواد المتبقية. في هذا السيناريو: نفايات الورق والكرتون، المعادن، الزجاج، والبلاستيك وسيتم فصلها جزئيًا وإعادة تدويرها. أمَّا النّفايات العضويّة، والمنسوجات والنّفايات الأخرى فسيتمُّ طمرُها.

2) منشأة استرجاع المواد، منشأة صناعة الدبال، والطّمر الصّحي. هذا السّيناريو متطابق مع السّيناريو رقم (2)، ولكن سيتم استخدامُ النفايات العضوية لصناعة الدبال.

3) حرق كلِّ النّفايات باستثناء المعادن والتي سيتم إعادة تدويرها.

4) الحرق، منشأة إعادة الاسترجاع، منشأة صناعة الدبال، والطّمر الصّحي. في هذا السّيناريو: سيتمُّ حرق الورق والكرتون، والزّجاج والبلاستيك والمنسوجات، بينما سيتمُّ دفن 25% من النّفايات العضويّة واستخدام 75% في صناعة الدبال. أمَّا المعادن فسيتمُّ إعادة تدويرها.

تمَّ تحديدُ كمياتِ النّفايات الصّلبة لكلِّ عمليّة في كلِّ سيناريو، وتمَّ تحديدُ الكميات المتوقعة لغاية العام 2040م. وتمَّ حسابُ عمرِ الخدمة المتوقع للمطمر الصّحي من خلال حسابات الوزن والحجم وتمَّ افتراضُ بداية العام 2015م للبدء في تنفيذ السّيناريوهات. تمَّ استخدام تقييم دورةِ الحياةِ لتقييمِ الآثار البيئيّة النّاتجة عن كلِّ سيناريو. تمَّ استخدامُ طريقة ((CML-IA المركز البيئي لجامعة ليدن – النّسخة الثالثة في تطبيق تقييم دورة الحياة البيئية، ومن خلال هذه الطريقة تمَّ مقارنة السّيناريوهات من خلال سبعة مؤشرات بيئيّة منها: استهلاك الموارد الطبيعيّة، الاحتباس الحراري، استهلاك طبقة الأوزون، السّمية على البشر، السّمية الإيكولوجية الأرضية ، الأكسدة الضوئية،  والحامضية.

النتائج أظهرت أنَّ المرحلة الأولى من مَطمر زهرة الفنجان الصّحي ستصلُ إلى طاقتها الاستيعابيّة العظمى مع نهاية عام 2015م، والمرحلة الثانية مع نهاية العام 2020م، اذا ما استمرَّ طمرُ كلِّ النفايات المُستقبلة ( السيناريو 1). إعادة التّدوير (السّيناريو 2 ) لن تؤثرَ على عمرِ الخدمة المتوقعِ للمرحلة الأولى، ولكنَّها ستطيلُ عمرَ الخدمة المتوقعَ للمرحلةِ الثانية حتى العام 2023م. 

إعادة التدوير مع صناعة الدبال ( السيناريو 3 ) ستطيل عمرَ الخدمة المتوقعَ للمرحلة الثانية حتى العام 2034م، وحرق جميع النفايات باستثناء المعادن ( التي سيتمُّ إعادة تدويرها) والنفايات العُضويّة ( 75% منها سيستخدم في صناعة الدبال، و25% منها سيطمر في زهرة الفنجان) سيطيل عمر الخدمة المتوقع للمرحلة الثانية حتى العام 2039م.

كما وأظهر البحث أن السّيناريو 2 (المطمر + منشأة إعادة الاسترجاع + منشأة صناعة الدبال) حقّق أعلى مكاسب بيئيّة من حيثُ الاحتباس الحراري، استهلاك طبقة الأوزون، والأكسدة الضوئيّة. كما ويوجد اختلاف ضئيل بين السّيناريو 3 والسّيناريو 2 (المطمر + منشأة إعادة الاسترجاع ) من حيثُ السُّميّةُ على البشر، والسُّمية الأيكولوجيّة الأرضيّة والحامضيّة. السّيناريو 4 (حرق كلّ النفايات باستثناء المعادن ) حقق أعلى مكاسب بيئيّة من حيثُ استهلاكُ المواردِ الطبيعيّة ولكنّه أنتجَ أعلى مخاسرَ بيئيّة من حبثُ بقية المؤشرات.

أوصى الباحثُ باعتمادِ إعادة التدويرِ وصناعةِ الدبال للنفايات المنزليّة في مطمرِ زهرة الفنجان الصّحي. 

- كما أوصى بتحديثِ الاستراتيجيّة الفلسطينيّة لمعالجة النّفايات الصّلبة من خلال تحديد الأدوات اللّازمة لتطبيق إعادة التدوير. 

- أوصى الباحث أيضًا باعتماد تقييم دورة الحياة من قبل صُنّاع القرار كمنهجيّة لاختيار السّياسات، والحلول المثلى لمعالجة النفايات الصّلبة، وتجهيز المعلومات المتعلقة بالنفايات الصلبة، واللازمة لإجراء تقييم دورة الحياة على المستوي الوطني، وهذا يتطلب تعاونَ القطاعاتِ الحكوميّة والخاصّة، ومراكز البحث العلمي. 

- كما أوصى الباحث بإجراءِ دراسة تحليل التّكلفة مقابل المنفعة لجميع السّيناريوهات. وباعتماد الفصل من المصدر للنفايات العضوية.

وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور عبد الفتاح حسن مشرفاً ورئيساً، و الأستاذ الدكتور عصام الخطيب ممتحناً خارجياً من جامعة بير زيت، و الأستاذ الدكتور عامر الهموز ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالب ومنحه درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 71