قامت الباحثة أميرة غالب حسن ذياب،  الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الخميس الموافق 14/4/2016 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "دور الثقافة السياسية في الوحدة الوطنية الفلسطينية (2007-2015)".

عالجة الدراسة إشكالية غياب الوحدة الوطنية الفلسطينية خلال فترات زمنية طويلة تمتد منذ تأسيس منظمة التحرير وحتى عام 2015، وذلك من زاوية الثقافة السياسية. قامت الدراسة على فحص فرضية مفادها إن التغير الذي طرأ على قيم وعناصر الثقافة السياسية الفلسطينية في مراحل مختلفة من تطور الحياة السياسية الفلسطينية وما رافقها من تحولات اجتماعية-اقتصادية، بحيث انتقلت من نمط ثقافة سياسية متكاملة ساندت الوحدة الوطنية رغم عناصرها المختلطة، إلى نمط ثقافة افتراق وتفتيت عقب توقيع اتفاقية "إعلان المبادئ" أوسلو تعززت قيمه بعد الانتخابات التشريعية الثانية، بحيث تحولت الثقافة السياسية إلى متغير أكثر من متداخل في تعزيز غياب الوحدة الوطنية. وبينت الدراسة أن الثقافة السياسية تلعب دور المتغير الوسيط بالنسبة لاحتمالات تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية بعد اتفاق "إعلان المبادئ" أوسلو.

حيث تم فحص هذه الفرضية من خلال الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي من أجل وصف وتحليل العوامل المنتجة للثقافة السياسية وعناصر هذه الثقافة والثقافة السياسية السائدة، وتم الاعتماد على منهج دراسة الحالة من أجل التعمق في دراسة الثقافة السياسية في الحالة الفلسطينية عبر مراحل زمنية، وكذلك تم الاعتماد على المنهج المقارن من أجل مقارنة الثقافة السياسية الفلسطينية في مراحلها المختلفة ودور ذلك في الوحدة الوطنية.

وتم تقسيم المراحل التاريخية حسب الثقافة السياسية السائدة إلى ثلاث مراحل، أولها المرحلة الممتدة من عام 1964 أي منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وحتى توقيع اتفاق "إعلان المبادئ" أوسلو، ثم المرحلة الممتدة منذ توقيع اتفاق "إعلان المبادئ" أوسلو وحتى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ثم المرحلة الممتدة منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية وحتى عام 2015.

توصلت الدراسة إلى أن الثقافة السياسية التي سادت فترة ما قبل توقيع اتفاق أوسلو تمثلت في نمط الثقافة السياسية المتكامل والذي تضمّن ثقافة المقاومة والتحرير هي ثقافة داعمة للوحدة الوطنية من خلال ما تملكه من عناصر ثقافية، أما الثقافة السياسية التي سادت فترة ما بعد اتفاق أوسلو والمتمثلة في نمط الثقافة السياسية المفتت والذي تضمن ثقافة الافتراق والانقسام، فقد أعاق تحقيق الوحدة الوطنية وأدى في النهاية إلى غيابها من خلال ما يملكه من عناصر وثقافات فرعية.  

وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور حسن أيوب مشرفاً ورئيساً، و الدكتور عماد البشتاوي ممتحناً خارجياً من جامعة الخليل، و الدكتور رائد نعيرات ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


 


عدد القراءات: 74