قامت الباحثة مرح عبد الغفار سعيد ابو صالحة،  الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الخميس الموافق 12/5/2016 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "محددات مرض الارتجاع المعدي المريئي في مدينة نابلس".

يستخدم مصطلح الارتجاع المعدي المريئي (GERD) لوصف الأعراض والتغيرات في الغشاء المخاطي المريئي الناتجة عن ارتداد محتويات المعدة إلى المريء، والتي تتأثر بعدة عوامل; مثل العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم (BMI والسمنة وغيرها.

يعد مرض الارتجاع المعدي المريئي اضطراب شائع يؤثر على الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك لم يتم البحث عن أسبابه في المجتمع الفلسطيني.لذلك تهدف هذه الدراسة إلى تقييم المحددات المحتملة التي تؤدي إلى رفع حدة وزيادة تكرار أعراض هذه المشكلة الصحية بين السكان الفلسطينيين في محافظة نابلس.

تم إجراء دراسة مقطعية باستخدام استبيان تم التحقق من صحته مسبقا.  حيث تمت تعبئة الاستبيانات من قبل 120 مريض من خلال المقابلات وجها لوجه أو المكالمات الهاتفية . حيث تم استخدام تقنية أخذ العينات غير عشوائية. تم أخذ العينة من العيادة الخارجية لمستشفى النجاح الوطني التعليمي و العيادة الخارجية للمستشفى العربي التخصصي، و العيادة الخارجية للمستشفى الوطني الحكومي، وعيادة الدكتور ياسر أبو صفية (أخصائي الجهاز الهضمي) في مدينة نابلس. وقد أجريت عملية تحليل الاستبيانات باستخدام برنامج  SPSSوتم اعتبار درجة الندرة أقل من 0.05  ذات دلالة إحصائية.

لقد تمكنا من مقابلة 120 مشاركا من ثلاثة مستشفيات وعيادة خاصة واحدة في مدينة نابلس. بعد التحليل تبين أنه من بين المشاركين  40 شخصا من الذكور (33.37٪)، في حين بلغ عدد النساء 80 (66.7٪). وأظهر تحليل البيانات أن غالبية المشاركين كان عمرهم أكثر من 50 سنة (34.2٪).في حين لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية واضحة بين المشاركين وشدة أعراض مرض الارتجاع المعدي المريئي فيما يتعلق بالعمر والحالة الاجتماعية (قيم P> 0.05). في المقابل وجد أن: المتغيرات الديموغرافية (عدد أفراد الأسرة، وطول المريض) ، والإكثار من تناول الأغذية الدهنية والقهوة بالإضافة إلى تناول الأدوية الخافضة للضغط أو الأدوية المضادة للالتهاب; كان لها دلالة إحصائية واضحة مع شدة أعراض المرض. و بعد إجراء اختبار الانحدار اللوجستي المتعدد تبين أن أولئك الذين ذكروا أنهم عادة لا يشعرون بآلام في الصدر أثناء أعراض ارتجاع المريء كانت أعراض المرض لديهم أقل شدة

(OR:0.09; 95% CI: 0.020.52)، وأولئك الذين ذكروا أنهم لم يعانوا من اضطرابات في  النوم نتيجة أعراض المرض كانت أعراض الارتجاع المعدي المريئي لديهم أقل شدة أيضا

 (OR:0.05; 95% CI:0.007-0.40)

أظهرت نتائج تحليل الاستبيانات زيادة في حدوث أعراض الارتجاع المعدي المريئي بعد التعرض للأغذية الدهنية واستهلاك القهوة وبعض الأدوية. لذلك يجب علينا كمختصي رعاية صحية زيادة الوعي العام وتثقيف السكان حول أسلوب الحياة السيئة والعادات الغذائية الخاطئة التي قد تؤدي إلى حدوث أعراض الارتجاع المعدي المريئي بالإضافة إلى رفع وعي السكان حول الممارسات الوقائية التي تمنع أو تقلل من نسبة حدوث هذه المشكلة الصحية. وأخيرا، فإننا نوصي بإجراء مزيدا من الدراسات المستقبلية في جميع المستشفيات الفلسطينية من أجل التوصل بدقة إلى الأسباب المؤدية إلى حدوث مرض الارتجاع المعدي المريئي في المجتمع الفلسطيني , وبالتالي إمكانية إجراء التدخل المناسب للتقليل من نسبة حدوث هذا المرض أو التقليل من مضاعفاته .

وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور حمزة الزبدي مشرفاً ورئيساً، و الدكتور ياسر ابو صفية ممتحناً خارجياً من مستشفى العربي التخصصي، و الدكتور عبد السلام الخياط ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


 


عدد القراءات: 86