قامت الباحثة كرمل وليد حسن صبح، الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الخميس الموافق 8/9/2016 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "تأثير الخطاب السياسي الرسمي للسلطة الفلسطينية 2012-2015 على تأييد النخبة السياسية الفلسطينية لسياساتها العامة".

هدفت هذه الدراسة إلى تفحص وجهة نظر النخبة السياسية الفلسطينية اتجاه الخطاب السياسي الفلسطيني الرسمي " خطاب الرئيس محمود عباس" في الفترة الممتدة بين 2012-2015، وذلك لأهمية الخطاب السياسي الفلسطيني في هذه المرحلة من غياب سلطة المؤسسة وبالذات السلطة التشريعية الفلسطينية مما جعل الخطاب السياسي للرئيس يعبر ويوجه السياسة العامة الفلسطينية، ولأن هذه الفترة تضمنت تحولات ومستجدات سياسية على الساحة الفلسطينية.

لذا قامت الدراسة على فرضية أساسية تقول أن آلية صنع القرار السياسي الفلسطيني والذي يتصف بالفردية، أثر على الخطاب السياسي الرسمي وجعله يخاطب الخارج لا الداخل الفلسطيني بحيث أصبح لا يمثل أجندة فلسطينية مشتركة تساعد النخبة السياسية الفلسطينية للخروج ببرنامج سياسي موحد يمثل الكل الفلسطيني، مما أضعف تأييد النخبة السياسية لموقف الخطاب الرسمي وتشتيت توجهاتها نحو السياسة العامة.

اعتمدت الدراسة على منهج تحليل الخطاب وذلك لتحليل الخطاب السياسي الفلسطيني الرسمي لمعرفة طبيعته، وبالتحديد الدور الذي يقوم به اتجاه النخبة السياسية الفلسطينية، ومدى تأثرها بطبيعته وانعكاساته على قراراتها السياسية، ومن خلال تحليل الخطاب السياسي تم تحديد أسئلة الاستبانة والتي وجهت للنخبة السياسية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ليتم دراسة مدى تأثير الخطاب السياسي الفلسطيني الرسمي للسلطة الوطنية الفلسطينية على تأييد النخبة السياسية لسياساتها العامة.

خلصت الدراسة إلى عدة نتائج تتمحور حول طبيعة خطاب السياسي للرئيس محمود عباس خلال الفترة 2012-2015 والذي كان أقوى وأكثر شدة من حيث اللغة اتجاه الإسرائيليين، وذلك من خلال تحديد سقف زمني للاحتلال، وتوقف المفاوضات واستئنافها أكثر من مرة، والذهاب للأمم المتحدة والتوجه للمؤسسات الدولية خاصة بعد العدوان الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة، إضافة إلى إظهار الخطاب السياسي الفلسطيني فردية في القرار، وذلك بتوجهه لخطاب الخارج دونما توازن مع الداخل الفلسطيني واحتياجاته، مما أضعف تأييد النخبة السياسية الفلسطينية لموقف الخطاب وتشتت في توجهاتها نحو السياسة العامة، كما أظهرت النتائج بأن النخبة السياسية الفلسطينية أيدت أن الخطاب السياسي واكب الأحداث السياسية الحاصلة في فلسطين وكان مستجيبا لها، وبأنه كان متوافقا في مضمونه مع الرسالة التي يقدمها، وأيدت النخبة الفلسطينية في الوقت ذاته بأنه ولم يعبر عن آراء الفصائل الفلسطينية ومجموعها الوطني، ولم يعكس نبض الشارع الفلسطيني، وبأنه كان شعاراتي ويركز على الرمزية أكثر من الحلول، بالإضافة إلى غموضه في الاهداف والاستراتيجيات والسياسات العامة.

قسمت الدراسة إلى أربع فصول: الفصل الأول تضمن خطة الدراسة والإطار النظري، والفصل الثاني تضمن النخبة السياسية الفلسطينية من حيث النشأة والتكوين، والفصل الثالث تضمن دراسة تأثير الخطاب السياسي الرسمي 2012-2015، ومشروع السلطة الفلسطينية على النخبة السياسية، والفصل الرابع تضمن توجهات النخبة السياسية الفلسطينية تجاه الخطاب السياسي للرئيس الفلسطيني.

وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور رائد نعيرات مشرفاً ورئيساً، و الاستاذ الدكتور أيمن طلال ممتحناً خارجياً من الجامعة العربية الامريكية، و الدكتور فريد ابو ضهير ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 85