قام الباحث عبد الله عبد الرحمن عدوي، الطالب في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الأربعاء الموافق 14/12/2016 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "تأثير زواج الأقارب على العلاقات الاجتماعية- دراسة ميدانية في قرية بلاطة البلد".

بحثت هذه الدراسة في معرفة تأثير زواج الأقارب على العلاقات الإجتماعية في قرية بلاطة البلد، الواقعة شرقي مدينة نابلس الفلسطينية، وقد هدفت إلى توضيح تاثير ظاهرة زواج الاقارب على مجالات العلاقات الاجتماعية للاسرة في قرية بلاطة البلد، وذلك بالكشف عن التأثيرات التي تواجه فئة المتزوجين باقارب من خلال المقارنة مع فئة المتزوجين باباعد من ناحية الاستقرار الاسري بمؤشراته (دائرة حل الخلافات، العلاقات القرابية، تحكم الاهل بالحياة الاسرية)، ومن ناحية العلاقات مع الفئات غير القرابية. وتكون مجتمع الدراسة من سكان قرية بلاطة البلد، تحديدا المتزوجين (باقارب واباعد)، وعددهم 400 أسرة متزوجين باقارب، مقابل 200 أسرة متزوجين باباعد، أختيرت منهم عينة طبقية عشوائية وتكونت من 20 أسرة من المتزوجين باقارب (20 ذكر، 20 أنثى)، و10 أسر من المتزوجين باباعد (10ذكر، 10أنثى)، اي مانسبته 5% من كل فئة، وإستخدم الباحث في الدراسة منهج تحليل الشبكات الاجتماعية لملاءمته لطبيعتها،  وذلك لتوضيح طبيعة العلاقات الاجتماعية بين الافراد، والمنهج الوصفي التحليلي، من خلال وصف تاثير زواج الأقارب على العلاقات الاجتماعية للاسرة، ولتحقيق أهداف الدراسة قام الباحث بإستخدام أداة المقابلة المفتوحة، وهي المقابلة التي تطرح فيها أسئلة مفتوحة ليست لها إجابات محددة، كما ستشمل المقابلات 48 سؤال تتضمن 4 مجالات (مجال القرارات المصيرية، المجال العاطفي، المجال المادي، مجال التواصل الاجتماعي).

وقد توصلت الدراسة إلى  النتائج الأتية: بالنسبة للمتزوجين بأقارب، لا توجد علاقة بين (إرتفاع/إنخفاض مستوى التعليم وعدد سنوات الزواج، إضافة إلى إختلاف الجنس)  وقلة إعتماد المتزوجين بأقارب على أقاربهم، ولا يؤثر (إرتفاع/إنخفاض مستوى التعليم وعدد سنوات الزواج، إضافة إلى إختلاف الجنس) على زيادة العلاقة مع الأسرة كالشريك أو الأبناء، أما بالنسبة للمتزوجين بأباعد، لا توجد علاقة بين (إرتفاع/إنخفاض مستوى التعليم وعدد سنوات الزواج، إضافة إلى إختلاف الجنس) وقلة إعتماد المتزوجين بأباعد على الأسرة (الشريك والأبناء)، ولا يؤثر (إرتفاع/إنخفاض مستوى التعليم وعدد سنوات الزواج، إضافة إلى إختلاف الجنس)، على زيادة العلاقة مع الأقارب، وبالنسبة للمتزوجين بأقارب، لم يؤثر (إرتفاع/إنخفاض مستوى التعليم وعدد سنوات الزواج، إضافة إلى إختلاف الجنس) على زيادة العلاقة مع الأباعد كالصديق/ة، ولا توجد علاقة بين (إرتفاع/إنخفاض مستوى التعليم وعدد سنوات الزواج، إضافة إلى إختلاف الجنس) وزيادة الإعتماد على الذات، أما بالنسبة للمتزوجين بأباعد وبالمقارنة مع  علاقة المتزوجين بأباعد بأقاربهم، لم يؤثر (إرتفاع/إنخفاض مستوى التعليم وعدد سنوات الزواج، إضافة إلى إختلاف الجنس) على إنخفاض العلاقة مع الأباعد،  ولا توجد علاقة بين (إرتفاع/إنخفاض مستوى التعليم و عدد سنوات الزواج، إضافة إلى إختلاف الجنس) وإنخفاض الإعتماد على الذات.

وبناء على ما توصلت إليه الدراسة من نتائج أوصى الباحث بتوصيات تفصيلها في الفصل الخامس وملخصها: توعية المتزوجين بأقارب حول مفهوم الإستقرار الأسري من حيث إيجاد حلول للقضايا المتعلقة بالأسرة، ودعوة المؤسسات الحكومية والمدنية لإنشاء مركز تأهيلي يعنى في كيفية حل الخلافات والمشاكل الأسرية، ودعوة المؤسسات الحكومية والمدنية، بعقد طاولات مستديرة لفئتي المتزوجين بأقارب وأباعد، لتبادل التجارب والتأكيد على اهمية توسيع دائرة العلاقات الإجتماعية للأسرة، والتوازن بين العلاقات القرابية والعلاقات الاخرى، ودعوة مراكز الإرشاد النفسي ووزارة الصحة، على عقد جلسات تفريغ نفسي، لفئي المتزوجين بأقارب وأباعد لتمكينهم من توطيد العلاقات الأسرية والتعامل مع المجتمع المحيط بهم، وتوعية المجتمع المدني في قرية بلاطة البلد لضرورة أخذ رأي الشاب والفتاة عند الزواج والسماح لهما بقدر من الحرية في إختيار الشريك، ودعوة المؤسسات الحكومية والمدنية لإجراء ندوات وورش عمل، لتوضيح أساليب التربية الصحيحة، ودعوة المؤسسات الدينية لتوظيف خطابها الديني حول زواج الاقارب وتغيير العادات الخاطئة المبينة على الدين، والتوعية الإعلامية لتغيير الصورة النمطية المتعلقة بالزواج، وإظهار الصورة الحقيقية لدور الرجل والمراة والتربية الصحيحة، والاتصال مع وزارة التربية والتعليم لرفع مستوى التعليم في قرية بلاطة البلد، ودعوة الباحثين لإعداد المزيد  حول زواج الاقارب والأباعد، والتركيز على الاثار الإجتماعية الناتجة من زواج الأقارب والأباعد.

وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور عمر عايد مشرفاً و رئيساً، و الدكتورة جوليا دروبر مشرفاً ثانياً، و الدكتورة فدوى اللبدي ممتحناً خارجياً من جامعة القدس- ابوديس، و الدكتور فاخر الخليلي ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالب ومنحه درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 79