قامت الباحثة هنادي وليد سليمان نعالوه، الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الاحد الموافق 9/4/2017 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "الاستجابة الانفعالية لطلبة العاشر الاساسي عند استخدام برمجية جيوجبرا في تعلم الاقترانات والتحويلات عليها/ تحليل سيميائي ثقافي تاريخي".

هدفت هذه الدراسة إلى تحليل مشاعر طالبات الصف العاشر الأساسي باستخدام النظرية السيميائية الثقافية التاريخية لروث ورادفورد عند تعلمهن موضوع الاقتران الزوجي والفردي والتحويلات عليه (الانسحاب، الانعكاس، التمدد) باستخدام برنامج جيوجبرا، إذ لا يمكن تجاهل المشاعر المرافقة للعملية التعليمية. ومن خلال التعامل مع هذا البرنامج تم الاهتمام بالحالة العاطفية والنفسية للطالبات، وهي ذات أهمية كبيرة في التأثير على قدراتهن في التعامل مع المسائل الرياضية. هذه النظرية تفحص مشاعر الطلبة بواسطة تحليل إيماءاتهم وإشاراتهم الجسدية– التعبيرية، والأنواع المختلفة من الرموز اللفظية، أثناء عملية التعلّم، من خلال دراسة استعمال اللغة في التفاعل، ومؤشرات الشعور. ومن خلال هذه النظرية تمت الإجابة في هذه الدراسة عن السؤال الآتي:

ما المشاعر المتكونة لدى طالبات الصف العاشر الأساسي حسب إطار السيميائية الثقافية التاريخية، عند استخدام برمجية جيوجبرا في تعلم الاقترانات والتحويلات الهندسية عليها؟

قامت الباحثة باختيار مجموعتين من طالبات الصف العاشر، في كل مجموعة ثلاث طالبات، وقد تم اختيار الطالبات اللواتي معدلاتهن في الرياضيات (80%)  فأعلى، وتم تصنيف الطالبات إلى مجموعتين بطريقة عشوائية (الأوراق المغلقة).

قامت الباحثة خلال هذه الدراسة بتوثيق عمل الطالبات المشاركات في الدراسة  من خلال تصوير فيديو، وملاحظة عمل الطالبات أثناء القيام بالأنشطة المعدة باستخدام برنامج الجيوجبرا، وملاحظة  مشاعر وانفعالات الطالبات من توتر، قلق، فرح، وحيرة، ..إلخ. كذلك تم رصد ايماءاتهن مثل: تحريك اليدين، وضع اليد على الخد، الإمساك بالقلم، ..إلخ. كذلك تمت ملاحظة التناقضات والتماهيات التي حصلت عند الطالبة، أو التناقضات والتماهيات التي حدثت بين الطالبة والمهمة أو بينه وبين الأداة أو بين الطالبة والهدف ومشاعرهم خلال هذه التناقضات.

توصلت الدراسة الى عدة نتائج أهمها أن الأفراد المشاركين- الطالبات (Subject) أظهروا بشكل عام تفاعلا وتماهيا بينهم وبين الأداة التعليمية والأداة التكنولوجية (الجيوجبرا)، وظهر تقسيم العمل في المهمة (Division of labor) بين الطالبات من أجل الوصول للهدف (Object)، ألا وهو الفهم الرياضي، وبالتالي ظهرت مشاعر إيجابية عند الطالبات في أثناء القيام بالنشاط التعليمي وهي: حماس، وثقة، وفرح، والالتزام بقوانين النشاط وتعليماته (Rules)، والتعاون فيما بينهن. مما أدى إلى وصولهن إلى الناتج -المخرجات (Outcome).

من ناحية أخرى، ظهرت بعض التناقضات خلال قيام الطالبات بالأنشطة، إلا أنً وجود الأداة التكنولوجية والمعلمة والزميلات (المجتمعCommunity-) ساعدهن في حل هذه التناقضات وتغيير مشاعرهنً  للأفضل، وقد لاحظت الباحثة أن بداية بناء كل مفهوم رياضي حدث تناقض سلبي على الأغلب مثل: قلق، أو تردد، أو عدم ثقة، وانتهى بحل التناقض بمشاعر إيجابية مثل: ثقة، فرح، رضى. وقد غلبت المشاعر الإيجابية على المشاعر السلبية خلال النشاط التعليمي، وهذا ظهر من خلال التماهي بين الفرد والاداة التكنولوجية (Tool) وبالتالي تحقيق الهدف (Objact) والوصول الى الناتج-  المخرجات (Outcome).

بناء على النتائج التي تم التوصل إليها، أوصت الباحثة عدة توصيات من أهمها: إجراء المزيد من الدراسات النوعية حول مشاعر الطلبة عند تعلمهم مواضيع في الرياضيات بمساعدة الجيوجبرا، ومواضيع مختلفة أخرى. كذلك توصلت الدراسة إلى أنَ استخدام بيئة النقاش والبيئة التكنولوجية يُحَول مشاعر الطلبة من مشاعر سلبية إلى مشاعر إيجابية، كما أنَ استخدام برنامج الجيوجبرا في تعليم الطلبة مادة الرياضيات له أهمية بالغة في تعزيز المشاعر الإيجابية عند الطلبة من خلال قدرة الطلبة على السيطرة على المواقف الرياضية واستكشاف والتعامل مع مواقف رياضية أخرى.

وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور وجيه الظاهر مشرفاً ورئيساً، والدكتور علي زهدي مشرفاً ثانياً، و الدكتور معين جبر ممتحناً خارجياً من جامعة بيت لحم، و الدكتور محمود رمضان ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 79