قامت الباحثة دعاء ماجد عبد الرحيم نصار، الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الاربعاء الموافق 19/4/2017 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "تقييم المخاطرة ونمذجة امتصاص العناصر الثقيلة من قبل أصناف شعير مختلفة مروية بمياه تحتوي على عناصر ثقيلة".

تم تطبيق هذه التجربة من اجل دراسة تأثير الري طويل الامد باستخدام المياه التي تخرج من محطة التنقية بعد معالجتها على التربة والنبات والجذور لاثني عشر صنفا من انواع الشعير, من اجل تقييم ونمذجة الاثر البيئي  للري باستخدام المياه المعالجة  وايجاد اية مخاطر تنتج عن ذلك ومحاولة التخفيف منها. تم اجراء هذه التجربة في بيت بلاستيكي ضمن ظروف متحكم بها  في كلية الزراعة والطب البيطري- جامعة النجاح الوطنية - طولكرم حيث تمت زراعة البذور خلال الموسم الزراعي 2013/2014 في اوعية بلاستيكية (6*6*7 سم) وتم استخدام رمل زراعي. وقد تم توزيع الاحواض بشكل عشوائي ثم تم ريها باستخدام خمسة انواع  مختلفة من المياه ( المياه العادية وقد استخدامها كمرجع , المياه الناتجة من محطة التنقية و المياه الناتجة من محطة التنقية بعد سنة , ثلاثة سنوات, تسع سنوات , وخمسة عشر سنة) بمعدل ثلاث متكررات لكل صنف, وقد تم ملاحظة طول النبتة وعدد الاوراق خلال الزراعة. استخدمت التحليلات الكيميائية لقياس محتوى كل جزء من اجزاء النبتة ( التربة, الجذور و الاوراق) من العناصر الثقيلة (Cd, Cu, Cr, Fe, K, Mn, Ni, Zn) باستخدام جهاز ال ICP-MS والمتواجد في جامعة النجاح الوطنية ضمن مختبرات معهد المياه والبيئة. تم استخدام التحليل الاحصائي لجميع البيانات التي تم جمعها خلال فترة الدراسة لدراسة تأثير المياه باستخدام تحليل الانحدار الخطي بحدود ثقة (P≤.05), و تحليل الانحدار الخطي المتعدد , وايضا تم استخدام   AS/NZS ISO 31000: 2009 Risk Management – Principles and Guidelines لدراسة التقييم البيئي, اضافة الى استخدام عدة عوامل.

اظهرت النتائج ان نوعية المياه لا تؤثر على طول النبتة في جميع العينات التي تم دراستها على العكس من عدد الاوراق التي نمت للنبتة حيث اظهرت الدراسة ان عدد الاوراق يتناقص مع استمرار الري باستخدام المياه المعالجة لفترة زمنية طويلة. اظهرت النتائج ايضا ان نوعية المياه تؤثر على قدرة اجزاء النبتة على امتصاص المعادن الثقيلة باستثناء معدن الزنك, حيث كان الامتصاص الاعلى لمعادن الكاديميوم, النحاس , البوتاسيوم, المنغنيز في اوراق الشعير المروية باستخدام المياه المعالجة اما بقية المعادن فكانت اعلى امتصاصا في التربة. وعند مقارنة النتائج بالحد الاعلى المسموح لتراكيز المعادن الثقيلة بالاوراق والجذور والتربة  من قبل منظمة الصحة العالمية ,كانت تراكيز الكاديميوم, الحديد, الرصاص والزنك اعلى من الاحد الاعلى المسموح به في الاوراق , و تراكيز الكاديميوم, الحديد والرصاص كانت اعلى من الحد المسموح به في الجذور. اما فيما يتعلق بالتربة فجميع المعادن كان تركيزها اقل من الحد الاعلى المسموح به. اضافة الى ذلك تم استخدام عامل الاغناء(Factor Enrichment) لاحتساب نسبة  تراكم المعادن الثقيلة في الاوراق أو الجذور المروية بالمياه المعالجة الى تراكم المعادن الثقيلة في الاوراق او الجذور المروية بالمياه العادية (المرجع), وعامل التراكم (Bioconcentration Factor) لاحتساب نسبة المعادن المتراكمة في الاوراق او الجذور الى نسبة المعادن المتراكمة في التربة اضافة الى عامل الانتقال (Translocation Factor) والذي يوضح كفاءة انتقال المعادن من الجذور الى الاوراق والقيمة التي تكون اكبر من 1 تعبر عن ان النبات يمكن استخدامه من لإزالة المعادن الخطرة من التربة, اظهرت النتائج ان معظم قيم عامل التراكم كانت < 1.

مما سبق فان اجزاء نبتة الشعير تتأثر بنوعية المياه التي يتم الري بها على المدى الطويل, واستمرار الري باستخدام المياه المعالجة ممكن ان يؤدي الى تراكم المعادن الثقيلة في اجزاء النبتة اعلى من الحد الاعلى المسموح به التي تم وضعها من خلال منظمة الصحة العالمية.

اضافة الى ذلك فان نبتة الشعير يمكن استخدامها لإزالة بعض العناصر الخطرة مثل الكاديميوم, النحاس, البوتاسيوم, المنغنيز والزنك. وهذه المياه المعالجة لا يمكن استخدامها كبديل لمياه الزراعة .  

وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور منقذ اشتيه مشرفاً ورئيساً، و الاستاذ الدكتور مروان حداد مشرفاً ثانياً، و الدكتور يامن حمدان ممتحناً خارجياً من جامعة فلسطين التقنية/ خضوري، و الدكتور جهاد عبدالله ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 85