قامت الباحثة آلاء زهير أسعد عليان، الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الأربعاء الموافق 13/12/2017 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "دراسة تغطية المواصلات العامة وخدمتها بين المدن في الضفة الغربية". 
في جميع دول العالم المتطور هناك اهتمام كبير بالمواصلات العامة وتطويرها وتقييمها بشكل دوري حيث أنها أساس نجاح أي مشروع وطني.
في الضفة الغربية، جانب المواصلات العامة مهمل ومهترئ بشكل عام، لا معايير تقييمه لضبطه، ولا يتم عمل دراسة دورية لنوعية الخدمات المقدمة ورضى الناس واحتياجهم. برغم من أن عدد كبير من المسافرين يوميا يتنقل بين المحافظات لغايات التعليم أو العمل أو غيره، فان 19% منهم فقط يستخدمون الحافلات لعدم ثقتهم بخدمتها و 80% بسبب قدمها وهي وسيلة نقل غير مريحة. 75% من المستخدمين هم ذكور و60% منهم عمرهم أقل من 30 سنة. 45% من المسافرين في جميع وسائل النقل يتنقلون يوميا للدراسة أو العمل.
خدمة الحافلات تتبع شركات خاصة ولا يوجد اجراءات واضحه في اضافة الخطوط أو اعداد الحافلات من قبل وزارة النقل والمواصلات.
لتحسين الوضع الحالي، وفي ظل الاستراتيجية التي تقوم بها وزارة النقل والمواصلات لتطبيق نظام مواصلات للحافلات متكامل لتقليل الازدحام المروري والحد من التلوث، كان الهدف من هذه الدراسة التقييمية لمعرفة الخلل الرئيسي في خدمة الحافلات الحالية من خلال التركيز على ثلاث جوانب: محطات الحافلات، الخطوط، مستوى الخدمة والتي تشمل التغطية ومستوى الثقة والكفاءة.
من خلال الزيارات الميدانية لمحطات الحافلات في جميع محافظات الضفة الغربية ما عدا القدس، وجمع البيانات الاحصائية من الجهات الرسمية المختصة ودراسات أو مشاريع سابقه، ومن خلال المقابلات مع مزودي الخدمة واستبيان لمعرفة رضى الناس عن خدمة الحافلات، تم تجميع جميع البيانات التي تحتاجها هذه الدراسة على 22 خط مواصلات للباصات.
جميع المواقف المخصصة للباصات لا تحقق المعايير المعتمدة في وزارة النقل والمواصلات وأغلبها لا يلبي الحد الأدنى من المعايير الخدماتية للمسافرين وكذلك لذوي الاحتياجات الخاصة.
لا يوجد انسجام بين العرض والطلب ومواءمة النظام الحالي بين الحافلات والمركبات العمومية، عدد الحافلات يشكل 6% فقط من عدد المركبات العمومية. أيضا 96% من الحافلات الحالية هي قديمة (سنة انتاجيتها أقل من 2010) وهذا من أسباب عزوف الكثير من المسافرين عن استخدامها بالإضافة لزمن الرحلة الكبير، زمن الانتظار الطويل ، تقريبا (30-50)% من زمن الرحلة هو تأخير بسبب استخدام الحافلات، كذلك عدم توفر الخدمة في جميع الأوقات.
سبع خطوط من أصل 22 خط انتاجيتها جيدة من حيث عدد المسافرين اليومي، وعدد الرحلات والمسافات المقطوعة، باقي الخطوط إما أن يكون عدد الحافلات عليها أكثر من اللازم أو أن عدد المسافرين قليل. 
مدن الضفة جميعها مغطاة بشبكة مواصلات عامه مقبولة ولكن لا يوجد محطات تحميل أو تنزيل رسمية بين المدن. لا يوجد ربط مباشر بين بعض المدن إلا من خلال خطوط أخرى مثل طولكرم-الخليل مثلا، مسار الخطوط بين بعض المدن مثل طولكرم- رام الله يمر من خلال بعض البلدات مثل عنبتا وحوارة التي تزيد من فترة الرحلة بسبب الازدحام في كل المناطق.
ما يقارب 2% من الحوادث السنوية سببها الحافلات، وهي نسبة مرتفعة مقارنه بنسبة الحافلات من نسبة عدد المركبات العام حيث يشكل 0.1% فقط.
توصلت الدراسة أخيرا من أجل تطوير قطاع المواصلات فإنه يجب العمل على تطوير مجمعات الحافلات وتوفير محطات انتظار بجدول زمني محدد بين المدن. 
يجب أن يلاقي هذا القطاع دعم حكومي وتضافر جميع الجهات المختصة كتشكيل هيئة للطرق لعمل دراسات دورية على الاحتياج وتقييم الوضع واعطاء التوصيات المناسبة لزيادة انتاجية هذا القطاع حيث أن توجه وزارة المواصلات هو نظام باصات شامل وآمن وفعال.
كذلك يجب العمل على إعادة ثقة المسافرين بالحافلات من خلال تحديث الاسطول وتقليل نسبة السماح لعمل الباص ل 10 سنوات فقط بدل 20، اعتماد جدول زمني منتظم، توفير نظام الحجز الذكي، وتوفير الخدمة في جميع الأوقات.
يجب أن تكون أولويات الحكومة هي ربط جميع مدن الوطن بشبكة متكاملة ومستمرة وبعيده عن الإزدحامات المرورية، ويجب توفير خط باصات سريع مع مسارب خاصه للباصات فقط، كذلك توفير خدمة القطارات. بالإضافة لإغلاق بعض طرق داخل مراكز المدن والسماح للباصات فقط في أوقات الذروة.
من الضروري جدا عمل دراسات دورية على هذا القطاع وجمع معلومات احصائية وتقييم رضى المسافرين عن الخدمة لمعرفة أماكن القصور.
وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور خالد الساحلي مشرفاً ورئيساً، و الدكتور علي شعث ممتحناً خارجياً، و الدكتور عماد دواس ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.
 


عدد القراءات: 301