قامت الباحثة سحر وصفي محمود محمد، الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الأحد الموافق 21/1/2018 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "الاستدامة الحضرية في الفراغات العامة في المدن الفلسطينية حالة دراسية: دوار الشهداء في مدينة نابلس". 
تلعب الفراغات العامة دورا بارزا في تحقيق الاستدامة الحضرية على مستوى المجتمع و المدينة، لا سيما في المدن ذات الكثافة السكانية العالية كما هو الحال في المدن الفلسطينية حيث قلة المناطق الخضراء و الساحات العامة بما في ذلك الأرصفة و أثاث الشوارع، و بشكل خاص في مراكز المدن؛ التي أدى ازدحامها بالمركبات و ما يرتبط بها من حوادث و ضجيج و ملوثات الى التأثير سلبا على التواصل الإنساني في الفراغ. هذه الأسباب إلى جانب وجود الاحتلال الإسرائيلي و ما يفرضه من قيود، تتطلب السعي باتجاه النهج المستدام في تقييم الفراغات العامة الفلسطينية كخطوة أولى في تطوير و تنمية هذه الفراغات و بالتالي الارتقاء بتجربة مستخدميها.
في هذا البحث تم اختيار ميدان الشهداء، الميدان الرئيسي وسط مدينة نابلس، كحالة دراسية يتم تقييمها وفقا لمعايير الاستدامة الحضرية في الفراغات العامة، حيث اتبعت منهجية (DELPHI) في تنقيح المعايير المختارة لتتلاءم مع واقع و خصوصية الفراغات العامة الفلسطينية، و التي أظهرت نتائجها تغليب الدور الاجتماعي المنوط بهذه الفراغات بواقعها الحالي، يليه الدور الاقتصادي ثم الدور البيئي على الترتيب. 
و اشتملت عملية تطبيق تلك المعايير في ميدان الشهداء على الشق الموضوعي الى جانب الشق الذاتي المتمثل في الاستبيان الذي استهدف كلا من مستخدمي الفراغ و موظفي بلدية نابلس لأغراض المقارنة. و أظهرت نتائج العملية تفوق الفراغ المذكور في المستوى الاقتصادي مقارنة بالمستويين الاجتماعي و البيئي على الرغم من وجود بعض الامكانيات و الفرص في كلا الجانبين و التي تتطلب مزيدا من الاهتمام و التنمية.
كما أظهرت نتائج البحث مجموعة من الأسباب الكامنة وراء تراجع ميدان الشهداء على الصعيدين الاجتماعي و البيئي، و التي يمكن تصنيفها الى عناصر أساسية و تضم: الازدحام المروري، تدني مستوى النظافة، نقص الخدمات الأساسية، و عدم توفر مساحة مخصصة للتجمع لممارسة الأنشطة الاجتماعية. و أخرى فرعية و تضم: الضجيج، تلوث الهواء، نقص المتابعة و الصيانة الدورية، و افتقار الفراغ لمظاهر العناية بالبيئة و نشر الوعي البيئي لدى المستخدمين. و بناء على تلك النتائج تم طرح مجموعة من التصورات و المقترحات للمنطقة لمعالجة المشاكل القائمة و التقليل من آثارها.
على صعيد آخر، أظهرت الدراسة مجموعة من الفرص التي يمكن استغلالها بشكل إيجابي في المستقبل فيما يتعلق بدعم المستخدمين للأفكار الصديقة للبيئة، و التوافق الكبير بين توجهات المستخدمين و موظفي بلدية نابلس الذي يمنح موظفي البلدية القدرة على تمثيل المستخدمين و احتياجاتهم، إضافة إلى الأهمية الرمزية التي يحتلها ميدان الشهداء كمعلم رئيسي يعكس صورة المدينة للزائرين.          
وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور خالد قمحية مشرفاً ورئيساً، و الدكتور هيثم الرطروط مشرفاً ثانياً، و الدكتور سالم ذوابه ممتحناً خارجياً من جامعة بيرزيت، و الدكتورة زهراء زواوي ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.