قام الباحث عمر سعيد عبد الجبار القزك، الطالب في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الاحد الموافق 20/7/2014 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "الشعراء الروائيون في فلسطين (1948-2013)".

تقوم الدراسة على تتبع ظاهرة أدبية حديثة، تُعنى بانتقال الشعراء من الشعر إلى الرواية، وذلك استنادا إلى مقولة: أن الرواية أمست ديوان العرب المحدثين. وقد خصصت الدراسة، في انتقالها من العام إلى الخاص، ومن النظرية إلى التطبيق، فلسطين المحتلة مكانا، وما بعد النكبة زمانا لها. لذا فقد اشتملت الدراسة على خمسة عشر شاعرا، ممن تنطبق عليهم الشروط العامة لهذه الظاهرة، ثم قصرت تحليلها الموضوعي والفني على روايات ثمانية من بينهم، ممن تجلت فيهم الظاهرة وشروطها أكثر من غيرهم.

وعليه، فقد قُسمت الدراسة، في تناولها لتلك الظاهرة، إلى: مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة:

حيث عمدت المقدمة إلى صياغة مجموعة من الأسئلة، تشكل أعمدة الدراسة، وتنطلق من تلك الأصوات الخافتة المنادية بالظاهرة، ثم أفصحت عن تقسيمات الفصول، ومنهج الدراسة، وما قاربها بصلة من دراسات سابقة.

أما التمهيد فقد تناولت فيه بواكير التحول في التراتب الأدبي بين الشعر والرواية، على اعتبار أن الشعر هو ديوان العرب، وأن الرواية قدمت لتزاحمه هذه الميزة. وأبرزت الآراء النقدية التي تناولت هذه المسألة، قديمها وحديثها، والنظرة الدونية التي كان ينظر فيها للرواية إزاء الشعر، ثم رجحان كفة الرواية على الشعر. ليشكل التمهيد مدخلا تقوم عليه فرضية البحث، بطرحه للسؤال التالي: إذا كان الأدب، بشقيه الشعري والسردي، يعبر عن حكاية، فإنه بحد ذاته حكاية لها أحداثها وزمانها ومكانها وشخوصها وأبطالها وحبكتها وتحولاتها. فإذا كانت عبارة " قفا نبك " بطلا للجزء الأول من حكاية الأدب، فهل سيكون رأي نجيب محفوظ " الرواية شعر الدنيا الحديثة " بطلا للجزء الثاني لهذه الحكاية؟

وأما الفصل الأول فقد وقفت فيه على مسألة تحول كثير من الشعراء، المعروفين بأصلهم الشعري، من الشعر إلى الرواية، أو المزاوجة بينهما، وذلك من خلال الوقوف على مسألة التقاطع بين الشعر والرواية، قديما وحديثا، وتناول مسألة امتدادها، ليس فقط على مستوى شعراء فلسطين، وإنما لتطال شعراء الوطن العربي، والعالم أجمع. وذلك من خلال مؤشرات الجوائز العالمية، كجائزة نوبل للآداب، التي أمست الحظوة فيها للشعر على الرواية، أو من خلال إبراز أهم الشعراء الذين داخلت الرواية نتاجهم الشعري، أو طغت عليه، وأدرجت ذلك في ملاحق البحث، ثم وقفت على أهم الأسباب التي أدت إلى أفول الشعر، وخفوت تلقيه، ومقارنتها بالأسباب التي عملت على سطوع الرواية، وتصاعد الإقبال عليها.

وأما الفصل الثاني فقد جاء أكثر تخصيصا، حيث تناولت فيه صدى ظاهرة التحول أو المزاوجة بين الشعر والرواية في فلسطين ممارسة وتنظيرا، وذلك من خلال الامتداد الزمني لها في القرنين؛ المنصرم والحالي، في محاولة لإثبات تجذرها، وانعكاسها على شعراء فلسطين، وبيان آراء النقاد الفلسطينيين في هذا التحول، وآراء الشعراء أنفسهم في ملامسة الظاهرة لهم، وذلك من خلال إجاباتهم عن مجموعة من الأسئلة، تم إدراجها في قائمة الملاحق، وأجريت لها دراسة تحليلية وإحصائية، للوقوف على دلالاتها، بين صفحات الفصل.

وأما الفصل الثالث فقد عرجت فيه على أهم الموضوعات التي تناولتها الروايات، وتناولتها بالتحليل والنقد، وأبرزت آراء النقاد فيها، وقد وقفت على روايات أكثر من تجذّر فيهم شعرا، من بين الشعراء الروائيين الخمسة عشر المدرجين ورواياتهم في ملاحق البحث.

وأما الفصل الرابع فقد خصصته للمعمار الفني للروايات، ابتداء بالتجنيس الأدبي لروايات الشعراء الروائيين، وعلاقتها برواية السيرة الذاتية، وبالنوفيلا. ومرورا بتقنيات السرد الروائي، ومدى تحققها في تلك الروايات، وانتهاء بمسألة اللغة، ومدى تحقق الشعرية فيها.

وتكونت لجنة المناقشة من أ.د. عادل الأسطه مشرفاً ورئيساً، و د. محمود العطشان ممتحناً خارجياً من جامعة بيرزيت، و د. نادر قاسم ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالب ومنحه درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.


عدد القراءات: 35