قام الباحث أمجد حسين محمد بشكار، الطالب في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الاثنين الموافق 13/11/2017 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "الشراكة السياسية لدى حركات الاسلام السياسي/ دراسة حالة حركة حماس". 
هدفت الدراسة إلى التعرف على الصعوبات التي واجهتها حركات الإسلام السياسي في مجال الشراكة السياسية وقدرتها على تقديم البرنامج السياسي على حساب البرنامج الاجتماعي كأولوية وطنية لإنتاج شراكة سياسية في العالم العربي.
لذا وضعت الدراسة سؤال المشكلة الرئيس والذي تمحور حول قدرة حركات الإسلام السياسي على أن تكون جزءاً من شراكة سياسية في الوطن العربي, والتعرف على أبرز المعيقات والتحديات التي واجهتها سواءً على الصعيد الفكري والسلوكي، والتي أعاقتها من إنتاج شراكة سياسية, متخذة من حركة حماس نموذجاً كونها جزءاً متقدماً في حركات الإسلام السياسي, وما هي الخصوصية الوطنية التي تتمتع بها حماس في إنتاج شراكة سياسية وطنية عامة تتمثل في الاتفاق على برنامج وطني موحد.
وقد قامت فرضية الدراسة على ما واجهته حركات الإسلام السياسي من إشكاليات في الحكم تعود لسياسة الإقصاء والتهميش من قبل الأنظمة العربية, علماً أن المشكلة تعاظمت بعد الربيع العربي وفوز الإسلاميين في الحكم وهنا تصاعدت حدة مرجعية الدولة وقضايا الأمة والوطن، والدولة والانتخابات, كما إعطاء أولوية للبرنامج الاجتماعي على حساب البرنامج السياسي من قبل حركات الإسلام السياسي.
اعتمدت الدراسة منهجية تقوم على مقاربتين: الأولى وهي منهجية دراسة الحالة، حيث تم تناول الشراكة السياسية كحالة واحدة وإخضاعها لفكر وسلوك حركات الإسلام السياسي والوقوف على  ذلك من خلال مراجعة الأدبيات، أما المقاربة الثانية فقد قامت على استخدام المقابلات الشخصية مع المختصين وذوي الشأن في مختلف أقطار العالم العربي, خاصة من أصّلوا لفكر الشراكة السياسية أو الفاعلين السياسيين الإسلاميين.
قسمت الدراسة إلى ثلاث أجزاء رئيسية, الجزء الأول تناول الدولة في الفكريين الغربي والعربي، لتبيان حجم البون والمفارقة بين النموذجين العربي والغربي في طبيعة وشكل وإدارة الدولة، وكم الدولة العربية تصلح لان تكون بيئة لإنتاج شراكة حقيقة وما هي المتطلبات اللازم توافرها في الدولة لتحقيق ذلك، والجزء الثاني تناول حركات الإسلام السياسي للوقوف على سلوكها ومرتكزاتها الفكرية تجاه الشراكة السياسية, والجزء الثالث تناول حركة حماس والشراكة السياسية.
وقد خرجت الدراسة بمجموعة من الاستنتاجات ومن أبرزها :
إشكالية الشراكة تعاني منها كل القوى السياسية في العالم العربي وليست حكراً على أحد دون سواه، وهذا نتاج لتجربة تاريخية تداخلت بها عوامل ذاتية وأخرى موضوعية، ولذا فان الحديث عن إيجاد الشراكة السياسية يتطلب الحديث عن العقد الاجتماعي والسياسي الجديد للدولة ولإدارتها، الحركات الإسلامية جزء من نسيج المجتمع في الدولة العربية, فقد تم تغييبها كما غيبت العديد من القوى السياسية, هذا بدوره أدى إلى حالة الاغتراب داخل الدولة من قبل حركات الإسلام السياسي, وأدى إلى ذهاب حركات الإسلام السياسي إلى المجتمع وتشكيلها فكرة المجتمع العميق, فتاريخياً أصبح هنالك مجتمع عميق مركزيته الحركات الإسلامية ودولة عميقة مركزيتها العسكر والنظم الليبرالية, أحدثت حركة حماس بتبنيها وثيقة المبادئ والسياسات العامة، حالة تمهّد لبناء شراكة سياسية حقيقة في النظام والحياة السياسية على حد سواء، فقد قدمت حماس إجابات للعديد من الأسئلة التي وقفت سابقاً عائقاً أمام الشراكة السياسية، ومن أبرزها، الدولة الفلسطينية، منظمة التحرير، المقاومة، علاوة على قضايا: البعد الوطني للحركة، وموضوع الديمقراطية، والمرأة، والآخر الفلسطيني.
وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور رائد نعيرات مشرفاً ورئيساً، و الأستاذ الدكتور أيمن طلال ممتحناً خارجياً من الجامعة العربية الأمريكية، و الدكتور ناصر الدين الشاعر ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالب ومنحه درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.
 


عدد القراءات: 201