قام الباحث عميد عدي حسنين المصري، الطالب في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الأحد الموافق 26/11/2017 بمناقشة اطروحة الماجستير بعنوان "دور الأنظمة السياسية العربية في تطور التطرف لدى الجمهور العربي". 
تسعى هذه الدراسة إلى كشف دور الأنظمة العربية السياسية في إذكاء التطرف لدى الجمهور العربي، ذلك التطرف الذي امتد على خريطة الوطن العربي بشقيه الأسيوي والإفريقي، وقد ضمت الدراسة في حدودها المكانية كلا من: تونس، ومصر، وسوريا أنموذجاً. وذلك من أجل أن تتسم هذه الدراسة بالشمولية من ناحية، ومن ناحية أخرى بسبب الاختلاف في سير الأحداث السياسية التي حصلت في كل بلد.
وقد هدفت الدراسة إلى إبراز الوضع المأساوي للشعب العربي الذي نتج عن سياسة الأنظمة العربية المتمثلة في استخدام العنف الشديد ضد الأحزاب والأفراد المعارضة، وإلى غض الطرف عن المقربين من السلطة الحاكمة في استغلال هذه السلطة ونشر الفساد في جميع مناحي الحياة، وإلى التطرف الديني عند بعض الجماعات، الذي أدى إلى إراقة الدم في الشارع العربي، وإلى تهجير عدد كبير من أبناء الوطن العربي.     
واعتمدت الدراسة في تناول البحث على المنهج الوصفي التحليلي؛ من أجل وصف الحالة العربية في ظل وجود أنظمة استبدادية قمعية، والعمل على تحليلها لتبيان دورها في تطور التطرف في الوطن العربي، كما تم الاستعانة بالمنهج التاريخي في ثنايا الدراسة من أجل دراسة أحداث وقعت في الماضي يمكن من خلالها فهم بعض الحقائق عن الحاضر. وقد أظهرت الدراسة أن سياسة الأنظمة العربية القمعية أدت إلى تطور ظاهرة التطرف الديني والسياسي في الوطن العربي. 
وخلصت الدراسة إلى بعض النتائج أهمها: العقلية العربية هي عقلية قبائلية عشائرية تتعامل مع مواطني الدولة على أساس العبد والسيد في إطاعة الأوامر، وأن سياسة الأنظمة العربية مع مواطنيها ساهمت في انعدام ثقة المواطنين بالدولة والنظام الحاكم، الأمر الذي أدى إلى ظهور جماعات متطرفة في أفكارها تهدف إلى تحقيق مصالحها، حيث قامت بتسويق نفسها على أنها هي الحصن المنيع والمخلص من الويلات التي عاناها المواطن العربي. بالإضافة إلى أن الشباب العربي وقع فريسة الأفكار الهدامة والدموية التي تتبناها الجماعات المتطرفة، التي وجِدتْ من أجل تحقيق مصالحها ومصالح داعميها.
قدمت الدراسة بعض التوصيات التي يمكن أن يستفاد منها أهمها: أن تسعى الحكومات التي تسلمت الحكم في الدول العربية بعد الحراك العربي على إقامة نظام ديمقراطي، يتشارك فيه مختلف أطياف المجتمع العربي، وخاصة فئة الشباب المتعلم، بالإضافة إلى أن يعمل المثقفون والأدباء والسياسيون العرب على توعية العقل العربي بمخاطر الأفكار التي تتبناها الجماعات المتطرفة، إلى جانب تعزيز التعاون العربي المشترك من أجل حل المشاكل العربية القائمة في الوطن العربي.
وتكونت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور عبد الستار قاسم مشرفاً ورئيساً، و الدكتور عبد الرحمن الحاج ابراهيم ممتحناً خارجياً من جامعة بيرزيت، و الدكتور نايف أبو خلف ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالب ومنحه درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.
 


عدد القراءات: 132